Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

اخبار عاجلة

latest

محمود الحجيري... ميراث العشائرية

محمود الحجيري(*) ثمة مشهدية في التاريخ الاسلامي، اذ نسردها اليوم نلاحظ أننا ما زلنا في المطرح نفسه، يحكي انه بعد المعارك بين العرب الفرس ...


محمود الحجيري(*)
ثمة مشهدية في التاريخ الاسلامي، اذ نسردها اليوم نلاحظ أننا ما زلنا في المطرح نفسه، يحكي انه بعد المعارك بين العرب الفرس أيا الخليفة عمر بن الخطاب وانتصار الجيش الاسلامي(العربي)، دخل هذا الجيش ايوان كسرى يزدجرد وغنم محتوياته وسبى نساءه وحمل الغنائم والسبايا الى مقر القيادة او الخلافة حيث اشرف الخليفة على تقسيم الغنائم، فقد كانت السبايا من نصيب ابناء المحظوظين، اذ منحهم عمر بن الخطاب واحدة الى ابنه عبدالله والثانية واسمها شهرسابويه الى حسين بن على بن ابي طالب والاخيرة وهبها إلى محمد بن ابو بكر، اما مقتنيات كسرى الشخصية فقد توزعت على النافذين واصحاب السطوة وصولا الى سجادة الايوان التى قطعت قربا ووزعت ايضا على المحظوظين من علياء القوم، وما زالت بعض الاقلام والاصوات تنتقد هذا التصرف وخاصة من تدعي انها تحمل الحس القومي، لان هذه المقتنيات الغنائم المفروض ان تكون من مقتنيات "الدولة" كدليل تاريخي على القوة والجبروت في لحظات التنافس القومي، ولكن هذا التصرف الغير مسؤول يعود الى سنة 636 اي في السنوات الاولى لبناء "الدولة " العربية الاسلامية، وقد يخرج البعض ليبرروا هذا التصرف من خلال ان فكرة الدولة والنظام كانت جديدة على العقل العربي .

وبعد حوالي 1400 سنة لم يزل العقل العربي في طوره الاول بالنظرة الى مفهوم الدولة والنظام فقد شاهدنا وسمعنا احد عملاء الاحتلال الاميركي للعراق وهو يعرض الحبل الذي شنق به الرئيس العراقي السابق صدام حسين وجزء من تمثال يعود له للبيع وكانه من ميراث والد موفق الربيعي، وما رافق الاحتلال الاميركي للعراق من تدمير ونهب لمؤسسات الدولة وتاريخ العراق من ابناء العشائر والقبائل العراقية العملاء منهم، والوطنيون خير دليل على موقع الدولة في العقل وقد نجد تبريرا من البعض بان الاحتلال حل مؤسسات الدولة في العراق، لكن في ليبيا لم تحل مؤسسات الدولة التي اصبحت غابة من الدويلات فتكت بالاخضر واليابس وتكاد تدمر بالكامل بالعقل القبلي المتخلف وتدمير المتاحف ومحتوياتها التي اسسها المستعمر الايطالي وجمع فيها ذخائر ليبيا التاريخية والانسانية، وسوريا ليست احسن حالا حيث تتشارك القوى المتصارعة من نظام وثوار في نهب وتدمبر مقدرات سوريا وتاريخها والذي يصعب على السرقة يدمر بفتوى شرعية. قد يقول قائل بأن هذه البلدان تتعرض للمؤامرة الخارجية والحروب الداخلية وما يحدث فيها نتيجة لذلك، بل في لحظات استتباب الامن في هذه البلدان كان الحكام يتصرفون من منطلق قبلي بتحويل البلد وما فيه الى ممتلكات خاصة للقائد الملهم وافراد اسرته وقبيلته،
واليوم نشاهد تصرف المملكة الاردنية وهي ترد على عصابة داعش بعد مقتل الطيار معاذ الكساسبة بطريقة بعقلية الثأر العشائري او القبلي رغم انخراطها في التحالف الدولي ضد هذا التنظيم، ويوجد مثال حي اخر هو بلد الاشعاع الفكري والانوار لبنان. والقطعة التي وقعت من السما بالصدفة، وبعد حوالي القرن على انشائه وسبعة عقود من اعلان استقلال الجمورية اللبنانية عن الانتداب الفرنسي ما زالت الدولة في الحضانة الدائمة ولم تكتمل بعد وتستبدل بعقلية العشيرة والطائفة والمذهب وكل ذلك بفضل ثقافة الشعب الابي او بكلام اكثر صدقا وتعبيرا ثقافة سكان هذه البقعة الجغرافية لان حتى كلمة شعب ما زالت فضفاضة عليه وما ينتجوه من قيادات فاسدة تمارس سلطة العشيرة العائدة الى بدايات التاريخ.

وحتى لا يكون الكلام مفعم بالتشائم والسلبية ليكن مجرد راي قابل للنقاش.

(*) ناشط ثقافي

ليست هناك تعليقات