Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

اخبار عاجلة

latest

عبدالله خلف(*)...عن فرنسا ورفيق الحريري

عرفت فرنسا عندما كانت كل الأبواب موصدة وكل البلاد زواريب، عرفت فرنسا عندما كانت كل الخيارات بين قاتل أو مقتول، عرفتها لأن في ذاك الزمن ورغم...

عرفت فرنسا عندما كانت كل الأبواب موصدة وكل البلاد زواريب، عرفت فرنسا عندما كانت كل الخيارات بين قاتل أو مقتول، عرفتها لأن في ذاك الزمن ورغم كل الأسى والألم كان في بلادي، رفيق الحريري.

عرفت فرنسا في زمن الكبار، عرفت فرنسا ميتران تستقبل عرفات، وتتقذه مرتين. وعرفت فرنسا شيراك، يا له من شيراك، عرفته يصرخ في القدس، وعرفته يقول لا للحرب، وعرفته يبكي في بيروت على صديقه، رفيق الحريري.

أنا لم أعرف فرنسا الحروب الصليبية ولم أعرف حروبها الداخلية، لا حرب المئة عام ولا حرب العام بعد العام.
أنا لم أعرف حربها في مصر ولا في غير مصر، لا في الجزائر، لا في الشرق ولا في الغرب.
سأترك هذا للتاريخ ولأباطرة العلوم السياسية، وأصلاً من أنا لأعرف أم لا أعرف، ومنذ متى تريدونني أن أعرف...
أعرف فرنسا اليوم وأعرف في فرنسا اليوم أن اليوم وكل يوم هو يوم الجميع...
أعرف من يعرفني وأجهل من يجهلني، أتضامن معها في مأساتها لأن في مأساتها مأساتي.
في فرنسا يا سادتي، لا عبيد ولا سادة، فيها فقط ناسها على شكل الناس، فبها الطويل والقصير والأبيض والأسود والريفي والمديني والمواطن والغريب، وكلهم ناس بحقوق الناس في كل مؤسسات الناس! فهل عندكم ناس كهؤلاء الناس!؟
فيها نساء ورجال أسماؤهم لا تشبه كل الأسماء، ووجوههم سمراء لا تشبه كل الوجوه، ولكن في فرنسا لو تعلمون أن لهم مكانتهم بين الناس، ومنهم في مقدمة كل الناس! فهل عندكم ما عند هؤلاء الناس أم أن بعض ناسكم غير باقي الناس، أو ربما أسميتوهم وعاملتوهم كأشباه ناس.
في فرنسا لكل واحد بطاقة تعريف بالإسم والعنوان وعندكم تسمونها هوية وفيها كل الهويات؛ الأصل والفصل والعائلة والدين والمذهب والطول والعرض، ولهذه الهويات عندكم درجات منها ما هو أكبر من الناس ومنها ما هو أصعر من الناس!
هذه فرنسا التي عرفناها، إنها فرنسا الكبار وأصدقائها الكبار، لرفيق الحريري معها وفيها تاريخ أعظم من ذكرى ومن دار، وله في أحيائها أكثر من أرزة وعنوان في قلوب كل الناس!

(*)سياسي لبناني مقيم في فرنسا

ليست هناك تعليقات