لم يأت مقال الناقد فاروق يوسف "فنان افتراضي " في جريدة العرب للاسف تحت باب النقد الفني ، والذي عرف به الكاتب طيلة عقود طويلة جعلت...
لم يأت مقال الناقد فاروق يوسف "فنان افتراضي " في جريدة العرب للاسف تحت باب النقد الفني ، والذي عرف به الكاتب طيلة عقود طويلة جعلته من ابرز الاسماء النقدية في منطقتنا ، فهذا المقال الخالي من اي قراءة نقدية ، جاء في الواقع كمقال اتهامي ينسف تجربة بكاملها ويرفعها من ارض الواقع الى سماوات الوهم . لا لسبب سوى ان الفنان المعني (كما استنتجت ذلك) ينشر أعماله اثناء مراحل إنجازها، او بعد اكتمالها على صفحة الـ"فيس بوك"، وهذا بتقديري امر ليس فيه على الأقل مايسىء هذه المنجزات، او يقلل من أهميتها، اذ ان وسائل التواصل الاجتماعي لم تعد مكانا لتبادل صور التعارف، فهي تزحف تدريجيا وبقوة لتحل محل كل وسائل الاعلام والإشهار التقليدي، وبنفسه شخصيا يعيد فاروق يوسف نشر كتاباته في الـ"فيس بوك" بعد نشرها في الصحافة .
كنت انتظر شخصيا من الناقد الذي اتابع واتعلم منه، ان يقدم قراءات مفيدة للأعمال التي يقدمها الفنان المعني الذي بات يشكل ظاهرة فنية، قراءات تتعلق بقيم أعماله اللمسية ومعالجتها للفراغ والمحيط والكتلة والضوء والصلابة والحجم والاهمية المضمونية لها ، بدلا عن إنكارها بطريقة تثير الاستغراب، صحيح اننا لم نر الاعمال على ارض الواقع ، ولكننا اطلعنا على تجارب الفن في العالم عبر نشر صورها في الصحافة ، قبل ان نتمكن من زيارتها في المتاحف والمعارض العالمية، فهي لم تكن حينها مجرد اوهام بسبب من عدم مشاهدتنا المباشرة لها .
غريب ومستغرب هذا المقال ، واحسب ان الحق في النقد لا يمنحك الحق في الالغاء وتجاوز جهود الاخرين ببضعة اسطر.
ومثلما استغرب طريقة فاروق يوسف فإنني استغرب الرد الذي نشره صديقي الفنان، والذي جاء بطريقة لا تمت الى تقاليد الفن بصلة، وخلا تماماً من اللغة التي يجب على الفنان استخدامها في الرد وتوضيح وجهة النظر، ان الفنان هو صانع ثقافة عصره ومقترح لغتها الجمالية ليس له الحق في ان يخذلنا في كتابة "شعبية" لا تشبه ولا تذكر بمنجزه الفني ولا ترتقي له.. كان رودان يقول في بيانه الشهير: "الشيء الأساسي هو ان تستوفز، ان تعشق، ان تأمل، ان تصاب بارتعاشة الجمال، ان تحب، كن (محبا) قبل ان تكون فنانا .
انا شخصيا أأسف للسجال الذي جرى بهذا الشأن، كان يمكننا ان نكتب نقدا رفيعا ، ونرد عليه ردا راقيا .
ان المناوشات الشخصية لا تخدم الفن ولا تقدم نقدا يخدم القاريء المتذوق بشيء ، يبدو اننا نفقد توازننا ، يبدو ان ننحدر الى لغة لم تكن معروفة في خطابنا،
إننا قوم في أزمة حوار وتحاور ..
مع محبتي للناقد والفنان وتقديري لهما .
.jpg)
غريب ومستغرب هذا المقال ، واحسب ان الحق في النقد لا يمنحك الحق في الالغاء وتجاوز جهود الاخرين ببضعة اسطر.
ومثلما استغرب طريقة فاروق يوسف فإنني استغرب الرد الذي نشره صديقي الفنان، والذي جاء بطريقة لا تمت الى تقاليد الفن بصلة، وخلا تماماً من اللغة التي يجب على الفنان استخدامها في الرد وتوضيح وجهة النظر، ان الفنان هو صانع ثقافة عصره ومقترح لغتها الجمالية ليس له الحق في ان يخذلنا في كتابة "شعبية" لا تشبه ولا تذكر بمنجزه الفني ولا ترتقي له.. كان رودان يقول في بيانه الشهير: "الشيء الأساسي هو ان تستوفز، ان تعشق، ان تأمل، ان تصاب بارتعاشة الجمال، ان تحب، كن (محبا) قبل ان تكون فنانا .
انا شخصيا أأسف للسجال الذي جرى بهذا الشأن، كان يمكننا ان نكتب نقدا رفيعا ، ونرد عليه ردا راقيا .
ان المناوشات الشخصية لا تخدم الفن ولا تقدم نقدا يخدم القاريء المتذوق بشيء ، يبدو اننا نفقد توازننا ، يبدو ان ننحدر الى لغة لم تكن معروفة في خطابنا،
إننا قوم في أزمة حوار وتحاور ..
مع محبتي للناقد والفنان وتقديري لهما .
ليست هناك تعليقات