حسين الموزاني ردا على أحمد منصور

alrumi.com
By -
0
حسين الموزاني
5 ساعة · تم التعديل · 
خبر وتعليق: نقلت عن صفحة الصديق سمير جريس هذا الكلام الذي كتبه أحد العاملين في قناة الجزيرة "القطرية" وهو أحمد منصور والذي يتشفّى بمقتل العمّال الأقباط في ليبيا، وإليكم النصّ في البدء قبل التعليق:
حلف السيسى وعصابته مع الأقباط بدأ ينفرط ؟!!
يبدوا أن الحلف الدنس بين السيسى وعصابته من ناحية والأقباط من ناحية أخرى بدأ ينفرط بعدما ظهر السيسى على حقيقته بالنسبة لهم وبدا عاجزا متخليا عن الأقباط المعتقلين فى ليبيا والذين تهدد أسرهم بالإعتصام فى الكاتدرائية ..منطق رؤساء العصابات يختلف جذريا عن منطق رؤساء الدول والسيسى يتصرف كرئيس عصابة يضحى بالجميع من أجل بقائه لقد شربت كل فصائل 30 يونيو من كأس خيانة السيسى لهم وآن للأقباط أن يشربوا ؟!!
التعليق:
أولاً: إنّ من الصعب أن يبدأ المرء بنفسه ويقول أنا كذا وأنا كنت هكذا، وخاصةً في ظلّ الأوضاع الحالية التي تشهدها مصر والمنطقة العربية، لكنني وبحكم اختصاصي ودراستي للإعلام بما فيه الإعلام الدعائي النازي إبّان الحرب العالمية الثانية، أعرف ومثلما يعرف غيري بأنّ قناة "الجزيرة" محطّة إسلامية إرهابية منذ اليوم الأوّل الذي بدأت فيه البثّ. ولم تتغير نظرتي لهذه القناة ولا للدولة التي تشرف عليها ولا للعاملين فيها.
ثانياً: لم تنجب مصر في تاريخها حاكماً عادلاً منذ عصر رمسيس الأوّل إلى يومنا هذا، وكانت مصر مثلما كانت بابل وآشور مجرد ثكنة عسكرية وقصر للحاكم أو الفرعون أو الرئيس، أما الباقون فهم رعية لا همّ لهم سوى البقاء على قيد الحياة.
ثالثاً: عندما تريد الدولة أو الحكومة محاربة الإرهاب فلتبدأ بنفسها أوّلاً، وبمحاربة الإرهاب في مؤسساتها التعليمية والقضائية والصحية والثقافية والأمنية والدينية. وهذا لم يتحقق في مصر قطّ، ولن يتحقق، إذ ليس هناك أدنى إشارة، ناهيك عن وجود استراتيجية شاملة لصناعة مجتمع تعددي وحضاري ومنفتح في مصر.
رابعاً: لم أر في حياتي شعباً متديناً مثل الشعب المصري، ولذلك قَبِلَ بالإسلام ديناً طواعيةً، فتمّ فتح مصر، وأصبحت دولة إسلامية. لكنّ إسلام مصر تحوّل الآن إلى كارثة، وإلى هوس عصابي، مثلما يوكّد كلام المدعو أحمد منصور على سبيل المثال، ولا نقول الظواهري والقرضاوي وسيّد قطب وسواهم. والمشكلة الأكبر هي أنّ "الأزهر"الذي سارع إلى اعتبار نصر حامد أبو زيد مرتداً، لا يعتبر عصابات تنظيم داعش مرتدين عن الإسلام، وبذلك يكون قد ساهم في منح المسوغات الشرعية لذبح العمّال المصريين في ليبيا.
خامساً: دائماً ما تبدر عن الحكّام الذين شجعوا الإرهاب وسياسة القتل تصرفاتٌ سريعة تشبه الغرائز الحيوانية. فعندما عرفت الحكومة الأردنية بحرق الكساسبة وجهّت ضربات جويّة عاجلة إلى تنظيم داعش. لكن هل وقعت هذه الضربات فعلاً؟ وأين وقعت بالضبط؟ وما مدى فاعليتها؟ وهل أحرق الكساسبة أصلاً؟ ثمّ أليس الأردن كان ومازال معقلاً للإرهابيين من "أبو مصعب الزرقاوي" إلى كبار البعثيين العراقيين وجيش النصرة مثلاً؟ ولذلك فإن الإجراءات البهلوانية التي أقدمت عليها حكومة السيسي ما هي إلا سياسية ذرّ الرماد في العيون. وكان الأجدر بالقوات المصرية أن تقصف الدوحة أو أنقره أو الرياض، لأنّ هذه العواصم هي التي تقف وراء مقتل المصريين.
سادساً: أمّا آن للحكومة المصرية، ولا أقول للقضاء المصري الذي لا وجود له في الواقع - لاحظوا تزامن الإفراج عن مراسليّ قناة الجزيرة والإعلان عن مقتل المصريين في ليبيا -، أما آن لها أن تفرج عن السجناء الأبرياء، والسجينات البريئات خاصةً، ومنهن المحامية يارا رفعت سلّام، ابنة الشاعر والمترجم المصري رفعت سلاّم الذي قدم الكثير للثقافتين المصرية والعربية؟
سابعاً وأخيراً: قد يظنّ البعض أن هذه الملاحظة السابعة لا علاقة لها بما ورد من كلام سابق، لأنّها ملاحظة شخصية وفردية. لكنني أشدد على أهميتها وهي أنني زرت عدداً من المدن المصرية في العام الماضي. وقد أصابني الهلع فعلاً من فرط الفقر والإهمال اللذين يعيشهما المصريون هناك. ولا أقول أيّ مدن هي، لأنّ مدن مصر متشابهة كتشابه مدن العراق، ولا سيما في الفقر والبؤس والظلم. ولاحظت بأنّ سكّان هذه المدن لا يعرفون شيئاً آخر سوى الإسلام الإخواني الإقصائي، لدرجة أنكّ لن تجد قطرة خمر واحدة في مدن جامعية كبيرة، لأنّ "الشرع" السائد هناك هو أنّ الخمر حرام! وحظر الخمر والإرهاب صنوان. فكلّ دولة تمنع شرب الخمر هي دولة إرهابية لا محالة، وبدون استثناء، بدءاً من إيران وانتهاءً بقطر والسعودية وليبيا والصومال. 
وأقدم عزائي للمصريين والعراقين والعرب أجمعين

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)