صلاح فائق واحد من أكثر شعراء العربية الأحياء حداثة في شعره، وأكثرهم تجديدا في الشعر، وإخلاصا له، شاعر صاحب نبرة خاصة، ورؤية خاصة، وصوت خاص، بنّاءُ علاقات تشكيلية في اللغة، ومدفّق موجات موسيقى عبر تشكيل بصري مدهش للكلمات. وعندما غرقت لغة الشعر العربي وصوره في منظومة الكآبة والبلاغة اللغوية المفرطة، وادعاءات الحداثة، ذهبت قصيدته إلى منطقة الخفة والطرافة والبحث، فيما أهمل الشاعر عمله. في زوايا متجددة من صور الوجود البشري، وبشيء من السوريالية التي تنهل من الواقع ومن لغة الفن البصري، ومن تاريخ الألم البشري، يكتب هذا الشاعر مدفقا في نواح من قصائده مخيلة خصبة، وروحا تطرد عن نفسها باللعب الفني كآبة العالم.
شعره يدخل إلى نفسي البهجة، ويفتح عيني على عالم مدهش، صور غير مسبوقة في لغة مفاجئة، ذكية وفاتنة معا. إنه الشاعر العربي الأكثر قدرة، بين جميع معاصريه، على تجسيد فكرة طفولية عظيمة، طالما بدت لي شيئا ساحراً: الشعر لعب.
صلاح فائق ليس مجرد شاعر سوريالي من كركوك معتكف اليوم في الفلبين، كما قد يرى البعض، إنه شاعر خلاق.
نوري الجراح
وقصيدة لصلاح فائق
شعره يدخل إلى نفسي البهجة، ويفتح عيني على عالم مدهش، صور غير مسبوقة في لغة مفاجئة، ذكية وفاتنة معا. إنه الشاعر العربي الأكثر قدرة، بين جميع معاصريه، على تجسيد فكرة طفولية عظيمة، طالما بدت لي شيئا ساحراً: الشعر لعب.
صلاح فائق ليس مجرد شاعر سوريالي من كركوك معتكف اليوم في الفلبين، كما قد يرى البعض، إنه شاعر خلاق.
نوري الجراح
وقصيدة لصلاح فائق
رجلٌ محظوظ
*
ابحثُ في فجوات ذاكرتي
عن جاموسٍ كان مهذباً معي
امام دار اوبرا : القيتُ معطفي عليه
دخلتُ القاعة , متعتني " كارمن " للمرة الخامسة
خرجتُ , رايتُ معطفي بين فكيه
قدمهُ اليّ .
لم يكن كئيباً كالحاضرينَ في القاعة
افرحني مزاجه الرائع
انا حليفُ جسدي في الدروبِ , الطرقاتِ والأرصفة
في الأصلِ هو بلا اسم , اقرُّ بانهُ شجاعٌ
يهرعُ الى ضاحيةٍ اثناء فيضان لينقذَ قططاً وأطفالاً
فلا يجدهم , يندفعُ الى بيوتٍ معبأةٍ بالماء
ثم يكادُ يختنق , اتقدمُ واحملهُ الى الخارج
*
انتَ لم تنزفْ بعدُ , رغم كثرة قتلة , شرطة وسياسيين
في مدينتك .
أهذا لأنكَ محظوظ ؟
مسكنكَ خلفَ محطة بانزين
بينهما صناديق قمامة البلدية
ُحيث يقفُ كلبك الشرس , يظلّ يتلفتُ
كلما هبّتْ ريحٌ قوية ومرّ احد
اهذا لأنكَ محظوظ ؟
*