خاص : الرومي
ﻻ ﺷﻲﺀ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺠﺮ
ﺳﻮﻯ ﺟﻠﺒﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﻣﺎﻛﻴﻨﺔ ﺍﻵﻳﺲ
ﻛﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﺘﺮﻭﻛﺔ
ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻤﺜﻠﺠﺎﺕ
ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ
ﺳﺘﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻔﻠﺖ ﻗﺮﺏ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ
ﺑﻘﻊ ﺑﻨﻔﺴﺠﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﻛﻬﺎ ﺣﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺕ
ﺍﻷﺣﻤﺮ
ﺳﺘﺘﻮﺍﻓﺪ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ
ﻭﺳﻴﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﻣﻦ ﺳﺮﺩ ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻷﻣﺲ
: ﻛﻨﺖ ﺃﻣﺸﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺕ ﺃﺑﻲ
ﻳﺄﺗﻴﻨﻲ
"ﻻ ﺗﺬﻫﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺣﻠﺐ
ﻻ ﺗﺬﻫﺒﻲ، ﺃﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻚِ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ"
: ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ
ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺃﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ
ﻓﻲ ﺣﻔﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻴﻜﻮﻝ ﻛﻴﺪﻣﺎﻥ ﺗﺨﺾُّ ﻋﻠﺒﺔ ﺑﻴﺒﺴﻲ ﺛﻢ
ﺗﻘﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺫﻧﻬﺎ ﻭﺗﻘﻮﻝ "ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻳﺴﻜﻦ ﻫﻨﺎ "
ﺛﻢ ﻣﺮّ ﻛﻨﻐﺮٌ ﻳﻘﻮﺩ ﺩﺭﺍﺟﺔ ﻓﺪﻟﻖ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺏَ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺭﺟﻞٌ ﺳﺘﻴﻨﻲ ﺃﻇﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻛﻮﻳﺘﺰﻱ ﻭ
ﻋﻠّﻖ "ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺣﻤﻖ ﺳﻴﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ "
ﻭﻟﻢ ﻳﻜﺪ ﻳﻨﻬﻲ ﺟﻤﻠﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﺖ ﺷﺎﺣﻨﺔ
ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﺻﺪﻣﺘﻪ ﻓﺤﻠّﻖ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ
ﻛﺒﻬﻠﻮﺍﻥ
ﻳﺮﻭﺡ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﻭ ﻻ ﻧﻌﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻗﺒﻠﻬﻢ
ﺳﺄﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚِ ﺷﻴﺌﺎً:
ﺻﺒﺎﺡ ﺁﺧﺮ ﻭﺃﺧﺸﻰ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻤﻤﺮ ﻣﻦ
ﺳﺎﻗﻴﻚِ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺘﻴﻦ
ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻻ ﺗﺼﺒﺢ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎﻟﺖ
ﺃﻭ ﺃﻧﻨﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﻧﻜﺮﻩ ﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ
ﻭ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﻧﺪﻓﻦ ﻣﻮﺗﺎﻧﺎ ﺩﻭﻥ ﻋﺰﺍﺀ
ﻟﻜﻨﻚِ ﺗﻔﻌﻠﻴﻦ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻧﺘﻈﺮﻩ،
ﺗﻨﻈﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ
ﻭﺗﺒﻜﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﺳﺒﺐ
ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺑﻌﻴﺪﺍً
ﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺠﺮﺍﺕ ﺗﻮﺕ ﺗﻌﺒﺮ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﻗﻄﻌﺎﻥ
ﻣﺎﻋﺰ
ﺳﺘﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻔﻠﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﻴﻢ
ﻓﻴﻪ
ﺑﻘﻊ ﺑﻨﻔﺴﺠﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﻲ ﻳﺨﻠﻔﻬﺎ ﺍﻟﺘﻮﺕ ﺍﻷﺣﻤﺮﺛﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﻻ ﺗﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﻝ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻠﺤﻈﻬﺎ ﺃﺣﺪ
ﻣﻦ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ.
سيكون هناك إثمٌ عميق
ومشتلُ نعناعٍ في حديقة البيت
ثم مغفرةٌ وغيمةٌ في السماء
عندئذٍ
جديداً كنظرةٍ شريرة من عينين جميلتين
سأرى الربيع هنا
لم أعد أفهم أي شيء
أحدهم يغني:
ستهطل غيمة ٌ هذا الربيع
وسينبت الحجل على بابك ِ
خرجتُ من غرفة النوم وأنتِ تغلقين سحاب بنطالكِ
: من وضع الكاميرا هنا، مشغولةٌ أيضاً
تضحكين بخبث وتقولين:
لا أحد، لا، لا، أحدٌ ما
ونكرُّ الفيلم من أوله وأنت تلفين عنقي وتمازحين:
إسمع جيداً،
حين كنتُ أئنُ، خرج مني صوتُ إمرأة أخرى
فأقول:
إنتبهي أنتِ جيداً،
في هذا المشهد وأنا أقبلّكِ،
ثمة يدٌ أخرى، ليست يدي،
فكت مشبك َ سوتيانك.
غداً عطلة أخرى قبل نهاية الأسبوع
سنمضي إلى الجبال
دون فيديو
دون فيسبوك
جبال دهوك، حين أفكر فيكِ، سربُ أسرار خضراء
السيارة تهبط
العالم مغسولاً
من مطر الأمس يتهادى
إلى الخلف
نظيفاً
في
مرآة
نظيفة.
( النصان كلاهما من: ملاك يبتسم بخبث )
