محمد رشو عن رياض الصالح حسين

alrumi.com
By -
0
في حلب دخلت حياته الآنسة " س " ذات الجسد المتين والقلب الطيب كالدراق، ونامت في فراشه بعد أن نفضت عن شعرها الخرنوبي الخفيف ست مدرعات محطمة وحقلا من الذرة البيضاء.
كان رياض الصالح الحسين يعمل عاملا مياوما في شركة النسيج وثم في مؤسسة الأمالي الجامعية والتي كان يعمل فيها أيضا وقتها نذير جعفر الذي يذكر أن رياض كتب كل " خراب الدورة الدموية " في حلب، وثم يتكلم عنه فيقول أنه كان يتألم حين يوصف بالأصم لأنه كان يقرأ الشفاه، ولا يلجأ للكتابة على الورق إلا في المراحل الأولى من العلاقة، ويضيف، ولم يكن أبكما بل كان يتحدث ويغني لكن بلكنة مميزة ونبرة خاصة، وأكثر ما كان يحب أن يردده من الأغاني كانت " بكتب اسمك يا حبيبي ع الحور العتيق " وظل يحيره حتى الموت سؤال فيروز: مازالك بتحبني، ليش دخلك ليش؟ فكان يسأل من حوله حسب ما يقول وائل سواح: ليش شو؟
أما الآنسة " س " فكان اسمها سمر، يقول وائل الذي رآه أول مرة حين اصطحبه معه بشير البكر في ١٩٧٧ إلى مكتب مجلة كانوا يصدرونها وقال له: هو ذا شاعر، ويجزم وائل: ولا أحسب أنه أحب غيرها.
في تلك السنة كان قد انتقل إلى دمشق ليعمل في مركز الدراسات الفلسطينية ومصححا في وزارة الثقافة لاحقا، وليرى في دمشق أنه يكتب شيئا مهما.
في زيارته الأخيرة لمنذر مصري أتى وبصحبته هالة الفيصل التي أكدت لمنذر أكثر من مرة، في" حضرة رياض وغيابه، أن مجيئها معه لا يعني أنها على أية علاقة به سوى الرفقة. "
في ٦/١٠/١٩٨٢ يكتب لمنذر: ربما أتزوج، لا تسأل من ، لا أحب الفضوليين، 
وحين يتحدث منذر عمن بحوذته أيضا رسائل من رياض، يذكر حسن م يوسف وبندر عبد الحميد وسيف الرحبي ونذير جعفر ومهدي محمد علي وهيفاء أحمد وسمر المير.
الآنسة " س " التي كانت تبيع الشيكلس في المحطات حتى الغروب، ذات الشعر الخرنوبي الخفيف والتي تتعفن تحت لسانها ليمونة من الأسئلة المخيفة والبسيطة، كان على رياض أن يقبلها، وقبلها حقا، وأكثر من ذلك كان يظن أنه فعل ذلك بشكل جيد، وربما كانت هي نفسها من يذكرها رياض في رسالة أخرى أرسلت إلى منذر قبل المذكورة سابقا بثلاثة شهور ونصف ويوم أو يومين قائلا بأنه يبحث عن كوخ للزواج وليضيف:
الأمر أصبح جديا والطفل يقرع الجدران.


قرصنة فايسبوكية

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)