في العام 1979، وفي الذكرى الـ30 لصدور جريد النداء، اتخذ الحزب الشيوعي اللبناني قراراً بالاحتفال بهذه المناسبة في كافة منظماته الحزب...
في العام 1979، وفي الذكرى الـ30 لصدور جريد النداء، اتخذ الحزب الشيوعي اللبناني قراراً بالاحتفال بهذه المناسبة في كافة منظماته الحزبية، في أماكن تواجدها عبر مهرجانات فنية ولقاءات جماهيرية وندوات سياسية من اجل استنهاض الجماهير وتوصيل الخط السياسي للحزب لاوسع قاعدة شعبية، بدأت الاحتفالات باصدار عدد خاص من "النداء" على شكل مجلة وعقدنا الاجتماعات وحضرنا أنفسنا لهذه المناسبة في عرسال، وفي صباح الأحد ما قبل الأخير من ذلك العام، تجمعنا بالعشرات في منزل احد الرفاق، وتوزعنا الى مجموعات. حملنا الجريدة وانطلقت كل مجموعة الي حي من أحياء بلدتنا، وبدأت الحملة حيث وصلت الجريدة الى اغلب بيوت عرسال وقد وزع حوالي ألف عدد في ذلك اليوم مع فائض مالي فوق ثمن الجريدة، وفي الاجتماع التقييمي، كانت الابتسامات والسرور بادية على كل الوجوه للنجاح الكبير الذي حققناه، وناقشنا في الخطوة التالية من الاحتفال تم الاتفاق على ندوة سياسية لأننا كنا نفتقر في عرسال إلى قاعة ملائمة لمهرجان وخاصة نحن في فصل الشتاء والبرد والصقيع لا يحتمل وحدد موعد الندوة نهار الاحد القادم، ووزعت المهام على ان يتبع الندوة حفلة كاتو وعصير .
وفي هذا الاسبوع قرر اخي حسن الملقب بـ"المجرم " الزواج وحدد العرس يومي السبت والاحد، وبدأت التجهيزات والاستعدادات وخرج الشباب يدعون الاصدقاء والأقارب، تفضلوا على السهرة السبت وعلى العشا الاحد لعند بيت فلان عقبال عندكم"، والشيوعيون يذكرون بعضهم ويدعوون الاصدقاء الى حضور عيد اطلاق جريدتهم الثلاثيني، واعدت الترتيبات ولم يتبق الا انتظار ساعة الفرح ومن بعده الندوة الحمرا، ومساء السبت تجمع المدعوون في بيتنا ومن بينهم عدد كبير من الرفاق وسهروا بدون موسيقى او صخب العرس وفي نهاية السهرة خرج العريس مع احد اصدقائه ليكمل السهرة وينام عنده حسب العادة المتبعة في بلدتنا وفي صباح اليوم التالي انتقل الى بيت صديق اخر حيث قص شعره واستحم وانتظر بدلة العرس التي أتى بها الى مكان وجوده بزفة من بيت العروس، لبسها وعاد الى منزله ليتناول العشاء مع المدعوين، واثناء العشاء وصل خبر انزال كوماندوس للعدو الاسرائيلي في قلعة ارنون ونشوب معركة ضارية واستشهاد اثنين من ابناء عرسال هما: صافي الحجيري ويوسف الحجيري، فخيم الحزن على اجواء البلدة والغيت الندوة وتوزع الرفاق لموسات اهل الشهيدين اما العرس فقد أصبح في نهاية مراسيمه ولم يتبق الا خروج العريس من منزله لساعات قليلة حتى يذهب وجهاء العائلة لياتوا بالعروس الى بيتها الجديد. وهكذا تكون تمت آخر طقوس العرس، وفي هذا الوقت وصل الرفيق يوسف خطار الحلو عضو اللجنة المركزية والصحافي الذي سيتكلم بالندوة ولكنه تفاجئ بما حصل من حدث كبير، فما كان من الرفيق اسماعيل الحجيري "الافندي" الا ان اخذ العريس ومن تبقى معه من شباب الى منزله واجتمعوا مع مجموعة من الرفاق ودخل الرفيق ابو وضاح هنأ العريس بما يقوم به وقدم واجب العزاء للموجودين بالمصاب الذي ألّم باهل الشهيدين وبالبلدة والقى كلمة سياسة لاكثر من ساعتين، ونقل مواقف الحزب الشيوعي من تطورات الاحداث في حينه، قبل أن يأتي وجهاء العائلة للاستئذان والعودة بالعريس الى حيث تنظره عروسه وكان من بين الحضور عدد من العسكريين اصدقاء العريس، وفي الأيام التي تلت العرس طلبوا الى التحقيق من قبل الشعبة الثانية.
ليست هناك تعليقات