"سمراء جميلة وتحرش ... وقبلة على اليد" لمحمود الحجيري(*)

alrumi.com
By -
0

صعدت الباص من منطقة البربير في بيروت، باتجاه المتحف والدورة،  وصودف أن جلست على المقعد بجانبي فتاة سمراء افريقية رائعة الجمال وبكامل اناقتها اللافتة للانظار، لم اكلمها ولم تكلمني. 
قبل أن نصل سألني السائق أنت لوين واصل؟
قلت: "له الى جبيل اذا كنت مشوارك لى هناك، واذا لا، انزلني في الدورة.
 عندما وصلنا الى الدورة، توقف وقال : انزل هنا، حيث تمر سيارات جبيل والشمال ولا تنتظر طويلا. نزلت ونزلت معي الصبية السمراء، وقفت على الرصيف، فتوقفت بجانبي وبعد مرور سيارتين او ثلاثة ولم يتوقفوا، طلبت مني الصبية بلهجة لبنانية صافية ان نبدل موقعنا، فوافقتها الرأي ومشت بجانبي لجهة السيارات القادمة من اتجاه واحد وهي ترفع يدها للسائقين من اجل الهدوء، ووصلنا بسلام الى رصيف يفصل الطريق، ووقنا سويا ومر أول باص سألته  الفتاة: "جبيل"؟ رفع بيده وأكمل طريقه، حتى هذه اللحظة اعتبرت ان صدفة جمعتني مع هذه الصبية في رحلة، واحدة ومر الباص الثاني وهي من سألته : جبيل؟ فتوقف وانتظرتها ان تصعد امامي، فتراجعت الى الخلف وقالت: تفضل اصعد، سألتها: وانت؟ ابتسمت وقالت: أنا هون مش رايحة، مع السلامة... ذهلت من تصرف هذه الانسانة الرائعة بأخلاقها وجمالها وأناقتها وخطر لي أن الغي رحلتي لأتعرف عليها أكثر وأشكرها، لكن لم يحصل... وعندما صعدت الى الباص دلني السائق الى اول مقعد خلفه مباشرة الى جانب النافذة، وكانت تجلس على المقعد المجاور سيدة اربعينية لا طعم لها ولا لون، جلست بجانبها وكانت تتسلى بهاتفها الجوال لم نتكلم بكلمة، وانا اغمضت عيني لاستعيد احداث اللحظات التي مرت قبل قليل، واحاول تفسير اخلاق تلك الفتاة، ومن بعدها اشعلت سيكارة ورحت انفخها باتجاه النافذة المفتوحة. وعندم وصلنا الى ضبية جمعت جارتي حوائجها ورحلت الى مقعد خلفي، فوقف السائق على يمينه وقال بغضب: انزل من السيارة ! قلت له: لماذا؟ وماذا فعلت حتى انزل؟ رد بغضب: بدون اسئلة انزل من سيارتي، فرديت: لن انزل حتى اعرف ماذا جرى، فتطوع راكبان يلبسان ثيابا لشركة مياه الريم لمساعدة السائق خوفاً من بطشي وغضبي، ومسكني احدهما من كتفي وسأل: ننزله يا معلم؟ فنظر الي السائق وقال: لا اتركوه، وعندم وصلنا الى المعاملتين، وقفت جارتي السابقة وطلبت من السائق التوقف لتنزل. وعندم وصلت الى جانبه وناولته اجرته، قال أريد أن اسألك: هل تحرش بك هذا الشاب أو تعاطى معك بطريقة غلط فأجابت: لا لا ابداً، فنظر إليها بغضب وقال: "انت " منك منيحة " انت بلا"... 
لقد بدلت موقعك ثلاث مرات وبهدلت الرجل بسببك، انزلي من السيارة. وهجم على يدي قبلها ووضعها على رأسه مع وابل من الاعتذارات والتمنيات بمسامحته على سوء ظنه. وصلنا الى جبيل، توقف وقال تفضل هذه جبيل، فقلت له سأكمل معك ألى طرابلس، وعندما اجتزنا ساحة "النور"(او الله)، تذكرت غضب المسلمين وحقدهم التاريخي على الاوثان وتدميرهم جزءا من التراث الانساني تحت هذه الراية، أخرجت عشرة آلاف ليرة من محفظتي، وناولتها للسائق وقلت له خذ ما تريد، فامسك يدي من جديد قبلها ووضعها على رأسه مع تكرار الاعتذار، وقسم اليمين المعظم بانه لن يأخذ أجره...

 وافترقنا...

* هذا النص من يوميات محمود الحجيري الذي يواظب على اتمام روايته الأولى قريباً.
Tags:

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)