فشل مشروع قويدر لحرق كتب سعدي يوسف

alrumi.com
By -
0

طالما
عدد خاص عن سعدي يوسف في بانيبال
أخفق مشروع قويدر الداعشي الذي حرّض على حرق كتب سعدي يوسف في شارع المتنبي ببغداد، فإننا نحتفي بهذا الحدث ، اللاحدث، عبر حكاية صغيرة لا علاقة مباشرة لها بأخي وصديقي الكريم سلام سرحان الذي أجلس إلى جانبه هنا في منزل صموئيل شمعون. فعندما ذهبت إلى لندن لتحسين لغتي الإنجليزية وأنهيت الدورة التعليمية سألني سلام: وكيف أصبحت لغتلك الآن؟ فقلت: "أبو كريوه يبيّن بالعبر"، وحرف الكاف هنا يلفظ جيماً مصرية. فتوقعت أنّ سلام ربّما لم يسمع بهذه المفردة. وفعلاً ذكر شيئاً آخر مختلفاً. فأدخلني مثلي في ورطة أنثروبولوجية. فقلت إنّ القروة، وهي مفردة عربية فصيحة، تعني انتفاخ الخصيتين أو إحداهما. وذلك يظهر لدى الرجل في حالتين وهو أنّ يكشف عنها سهواً فيقال "هلّا" أي أطلّ كإطلالة الهلال - وتستخدم المفردة عادةً للنساء -، والحالة الثانية هو أن يعبر أبو قريوة النهرَ، فيرفع ثوبه الطويل، وحينئذ يعرف الآخرون فيما إذا كان مصاباً بانتفاخ الخصيتين أم لا. وبما أنّ أجدادنا، ولا بأس أن نضيف إليهم جدّاتنا، لم يستخدموا السراويل الداخلية في العهود الغابرة فقد كان من السهل تماماً الكشف عن سلامة القوام ورشاقته أثناء عبور الأنهار والخوض في مياه الأهوار، وهو جانب عمليّ وجماليّ أيضاً. وكان الشيوعيون العراقيون يطلقون عليها "مرحلة المشاعية البدائية" لكي لا يشذّوا عن فرضية كارل ماركس عن المراحل التاريخية الخمس التي مرّت بها البشرية. ويقال إنّ الرجال العراقيين كانوا يشترون السراويل الداخلية لنسائهم حتّى مطلع الستينات، قبل أن تتولى النساء أنفسهن هذه المهمة المعقدة. فكان يأتي رجل ما في محلة "الكاظمين" مثلاً وينادي بائع السروايل الداخلية عن بعد: "لك داد أموري الورد، فد لباسين لأختك!"، بمعنى: "يا أخي عبد الأمير الوردة، هل يمكن أن تختار سروالين داخليين لزوجتي؟!



حسين الموزاني - فايسبوك

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)