المشي سريعا وبخطوات قصيرة / سيلفيا بلات - الرومي

Breaking

Home Top Ad

Responsive Ads Here

Post Top Ad

Responsive Ads Here

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

المشي سريعا وبخطوات قصيرة / سيلفيا بلات

حوار مع الشاعرة الأميركية الراحلة سيلفيا بلات أجرته عام 1962 في لندن، قبل عام من انتحارها .

 

ما الذي دفعك إلى الكتابة؟
– لا أعرف ما الذي دفعني بالتحديد. كتبت منذ كنت صغيرة. أحببت أغاني الأطفال، وأردت كتابة شيء يشبهها. كتبت قصيدتي الأولى ونشرتها عندما كنت في الثامنة والنصف من عمري. نشرت القصيدة في البوستن ترافيلر، ومنذ ذلك الوقت وأنا أكتب بشكل مهني.

ما الأشياء التي كتبت عنها حين كنت صغيرة؟
– الطبيعة؛ العصافير، النحل، الربيع، الخريف. كلها هدايا عظيمة لكل من لا يملك خبرة للكتابة من الداخل. أعتقد أن مجيء الربيع، النجوم فوق الرأس، بداية سقوط الثلج، كل تلك هدايا لأي طفل أو شاعر/ة شاب/ة.

الآن، وبعد أعوام كثيرة، هل هناك مواضيع محددة تحبين الكتابة عنها
– ربما يبدو ما أقوله أميركيا بحتا، لكنني سعيدة جدا بصدور مجموعة روبرت لويل الشعرية "دراسات في الحياة". هناك اختراقات عميقة وجدية في المشاعر الإنسانية الشخصية جدا، تلك المشاعر التي كانت تعتبر جزئيا من المحرمات. على سبيل المثال، تعجبني جدا قصائد روبرت لويل عن تجربته الحياتية في مصحة نفسية.
تلك المواضيع الخاصة والإستثنائية، والتي تناقش المحرمات هي مواضيع يتم اكتشافها والبحث فيها في الشعر الأميركي المعاصر. هناك الشاعرة آن سكستون التي تتكلم عن تجربتها كأم أصابها انهيار عصبي. سكستون شاعرة عاطفية جدا، وقصائدها مكتوبة بحرفنة عالية بالإضافة لحمولتها العاطفية والنفسية العميقة. تجربة كهذه جديدة ومثيرة للغاية.

هل تعتقدين أن الشعر الأميركي متقدم في الوقت الحاضر على الشعر الإنكليزي؟
المسألة ضيقة على التعريف. الناقد الإنكليزي "الفاريز" ناقش وبشكل صادق إشكاليات الوداعة والأناقة في الأدب الإنجليزي. لا بد لي أن أقول أنني لست أنيقة، ولا أكتب بشكل مهذب. الوداعة، والتهذيب، والتأنق الحاصل في كل مكان في إنجلترا هو أخطر كثيرا مما يبدو على السطح.

لكن، ألا تعتقدين أن هناك حمولة عظيمة إسمها "الأدب الإنكليزي" هي بمثابة مسؤولية في عنق الشعراء الإنكليز؟
– بالتأكيد. أذكر حين كنت في كامبريدج. جاءتني فتيات ونساء بأسئلة من قبيل "كيف تجرؤين على كتابة قصيدة ونشرها؟ ألا تخافين من النقد القاسي والمهين بعد النشر؟". والنقد عادة غير موجه للقصيدة كقصيدة. أذكر كيف أصابني الفزع حين قال النقاد أنني أبدأ قصيدتي مثل جون دون (شاعر إنكليزي من القرن السادس عشر) ولا أنجح في أن أنهيها مثل جون دون. شعرت ساعتها بثقل الأدب الإنكليزي. أعتقد أن التركيز في الجامعات الإنكليزية هو في معظمه على النقد العملي وليس النقد التاريخي، ودراسة النصوص في السياق الذي كتبت به.
في أميركا، ماذا نقرأ؟. نقرأ ت. س إليوت، ديلان توماس، ييتس. هناك ابتدأنا. شيكسبير كان في الخلفية دائما. لست على يقين بصحة ذلك، لكنني أدرك أنه بالنسبة لشاعر شاب، شاعر يكتب، الدراسة في جامعة أميركية ليس مخيفا بذات المقدار كالدراسة في جامعة إنكليزية.

من هم الكتاب الذين أثروا في كتابتك؟
– قليلون جدا. لا أستطيع أن اقتفي أثرهم في كتابتي. خلال دراستي الجامعية كنت مذهولة بالشعراء الجدد: ديلان توماس، ييتس، وأودن. كم كنت مذهولة بأودن، كل شيء كنت أكتبه في فترة من الفترات كان يحمل صفة "أودنية". الآن أعود إلى شعراء من أجيال أقدم مثل بليك، وبالطبع هناك شيكسبير. لن أكون مدعية لأقول أنني تأثرت بشكسبير. نحن لا نتأثر بشكسبير، نحن نقرأ شكسبير.

ما يمكن ملاحظته خلال قراءة قصائدك، أن نصوصك تتميز بالوضوح وبالأثر الذي تتركه على القارئ. هل تصممين قصائدك بوعي كي تصلي إلى قصيدة واضحة تؤثر على القارئ؟.
– ذلك شيء لم أفعله في بدايات كتابتي. مثلا، كتابي الأول “العملاق” لا أستطيع قراءته بصوت عال. لم أكتب قصائد ذلك الكتاب كي تقرأ بصوت عال. بصراحة، تلك القصائد تصيبني بالملل. قصائدي الجديدة مختلفة، علي أن أقولها، على أن أتحدث بها إلى نفسي. هذا التطور في الكتابة هو تطور طريف، والوضوح الموجود في القصائد الجديدة هو وضوح ناشئ من أنني أتحدث بتلك القصائد إلى نفسي. أتكلمها بصوت عال.

إلى جانب الشعر، هل أردت أن تكتبي أنواعا أدبية أخرى؟
– كنت مهتمة بالنثر بشكل دائم. في مراهقتي نشرت قصصا قصيرة. أردت دائما أن أكتب قصة طويلة، رواية. في الرواية بإمكانك أن ترتب فرشايات الأسنان والممتلكات الشخصية في حياتك. من الصعب عمل ذلك في الشعر. هناك طغيان ما في حقل الشعر. عليك أن تمشي سريعا وبعيدا لكن بخطوات قصيرة، لذلك عليك أن ترمي كل الممتلكات الشخصية. أشتاق لتلك الممتلكات!. أنا امرأة، أحب أشيائي المنزلية، أحب الأمور البسيطة التافهة، وأشعر أنه بإمكاني الحصول على كل تلك الأشياء الحياتية في رواية. أشياء حياتية ليست بالتعقيد ذاته، لكن أكثر مما في الشعر. لذلك أردت دائما أن أكتب رواية.

هل تجدين نفسك بصحبة الشعراء والكتاب بالعادة؟
– أفضل صحبة الأطباء والممرضات والمحامين. أي شخص باستثناء الكتاب. أعتقد أن الكتاب والفنانين هم أكثر الناس نرجسية. لعل الأجدر بي أن أقول كلاما آخر لأنني أحب كثيرا منهم، وكثير منهم أصدقاء، لكن لا بد لي من أن أقول أن الشخص الأكثر إثارة للإعجاب بالنسبة لي هو الذي يمتلك خبرة عملية وبإمكانه تعليمي شيئا ما. على سبيل المثال، القابلة خاصتي علمتني كيف أدير بيوت النحل، لكنها لا تفهم شيئا من قصائدي. على الرغم من ذلك فأنا أحبها أكث من معظم الشعراء الذين أعرفهم. الشعراء يعيشون على الهواء.

هل تشعرين بالقناعة والرضا لأنك تكتبين الشعر؟
– القناعة والرضا!. لا أعتقد أنه بإمكاني أن أعيش بلا شعر. إنه كالماء والخبز، أو أي شيء ضروري جدا لي. أشعر بالإنجاز المطلق حين أكتب قصيدة. بعد الإنتهاء من كتابة القصيدة أشعر بالتحول من كوني شاعرة إلى شاعرة متوقفة (الوقوف في منتصف بيت الشعر)، وهما صفتان مختلفتان. أعتقد أن تجربة كتابة قصيدة هي تجربة عظيمة.

ترجمة: أشرف الزغل    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad

Responsive Ads Here

الصفحات