الصافي النجفي مع اصدقاء له في لبنان مختارات من شعر احمد الصافي النجفي قدمها واختارها الشاعر محمد مظلوم وتصدر قريبا عن منشورات "ا...
![]() |
الصافي النجفي مع اصدقاء له في لبنان |
مختارات من شعر احمد الصافي النجفي قدمها واختارها الشاعر محمد مظلوم وتصدر قريبا عن منشورات "الجمل".
أوَّلُ
الدرب
أرى الطفلَ
مُقتبساً رُوحَهُ
لأبدأَ أوَّلَ تلكَ
الدُّروبِ
فيفرشُ دربيَ
بالياسمينِ
تفوحُ به عاطراتُ الطيوبِ
فأجهلُ كلَّ الذي
خبَّأتْ
يدُ الغيبِ ليْ من خفايا الخطوبِ
بريءٌ، وأفعلُ ما
أشتهي
ملاك، وأجهلُ معنى الذنوبِ
إلى الآن ما سجَّل
الكاتبانِ
عليَّ خطى مخطئٍ أو مُصيبِ
وأمَّا كبرتُ ولاحَ
الحجى
يهيئُ لي مُزعجاتِ الكُروبِ
هربتُ من العقلِ
فعلَ الجبانِ
فما منقذٌ ليَ غيرَ الهروبِ
وعاودتُ مُقتبساً
روحَ طفلٍ
وعدتُ لأبدأَ أولى الدُّروبِ
شاعرٌ
جاهِلي
جِئتُ للعصْرِ
شاعراً جاهليَّاً
أصفُ العصْرَ والحياةُ أمامي
مثلما في القديمِ
قدْ وصفُوها
والتهينا بزخرفِ الأوهام
رحتُ أُعلي الأذانَ
بالشِّعرِ مِنْهُمْ
يَقِظٌ واحدٌ بقومٍ نيامِ
فكلامي معَ النيامِ
مضاعٌ
كضياعِ الصلاةِ للأصنامِ
ظُهورُ
الشاعر
برقٌ من السماءِ في
الليلِ برقْ
أم شاعرٌ في ظلمةِ الشِّعرِ
انبثقْ؟
طالتْ علينا ظلمةُ
الشِّعرِ بنا
حتى حَسِبنا كلَّ دهرهِ غَسقْ
فانفجرتْ وسطَ
الظلامِ ذرَّةٌ
أضاءَ منها البعضُ والبعضُ احترقْ
طالتْ بنا الظلمةُ
نرقبُ السنا
نقضي الدجى في ظلمةٍ وفي أرقْ
نامتْ عيونُ
الْمُظلمينَ أَنفُساً
لا أرقٌ يشكونَ منهُ أو قلقْ
ففاجأَتْهمْ ذرَّةٌ
تنسفُهم
فأحرقتْ ما جدَّ منهمْ أوْ عتقْ!
إلهامُ
البحر
إذا البحرُ لمْ
يلهمْكَ منهُ معانيا
فأَنْتَ غريبٌ، لا يكلِّمُكَ البحرُ
فلستَ بكفءِ
البحرِ، حتى تؤمَّهُ
لأَنَّكَ صخرٌ جامدٌ، كفؤكُ الصَّخرُ
كذا الحسنُ ملكُ
الشَّاعرينَ، لأنَّهُ
يكلَّمُهم، والقولُ منهُ، هو الشعرُ!
أرى البحرَ مثلَ
الحُسْنِ مُلكاً لشاعرٍ
ولكنَّ هذا الْمُلكَ سُرَّاقهُ كُثْرُ
الخطوات
السكرى
يزهو اختيالا
كلَّما أرنو لهُ فيكادُ يبدو
السُّكْرُ في خَطواتِهِ
نَظَري لهُ يجلو
لديهَ جَمالَهُ نَظَري لهُ
يُغنيهِ عن مِرآتِهِ
مروحة
البحر
أتيتَ حبيبي البحرَ
أشكو لهُ الجوى
وأشكو لهُ حَرَّاً من الصيفِ
لافِحا
فلطَّف لي حرَّ
الهجيرِ نسيمُهُ
وصيَّرَ من أمواجِهِ ليْ
مَراوحِا
شعري
إنَّ شِعري يرى
مليءَ حَياةٍ
وأراني من الضَّنى نصفَ مَيْتِ
فكأنَّ الذي
تهدَّمَ منِّي
صارَ رُوحاً تَعيشُ في كلِّ
بيتِ
تمثال
الرصافي
أقيمَ لي التمثالُ
إذ أنا واضِعٌ
بكلِّ فؤادٍ من بني العربِ تمثالي
أعيشُ بِهمْ مهما
استمرَّت بي النوى
فآمالُهم عندَ الحقيقةِ آمالي
قد اشتاقَ لي قُومي
وأبعدَني الضَّنى
فمُثلتُ تمثالاً لدى القومِ والآلِ
سأغبطُ تمثالي
يعيشُ بظلِّهِمْ
وأحيا بعيدَ الدَّارِ مُنكسفَ
البالِ
وما كنتُ لولا
السُّقمُ أتركُ مَنبتي
ومنبتُ أبطالُ العروبةِ أبطالي
هنيئاً لتمثالي
يعيشُ بموطني
ورُوحِيْ تُحيِّي الكلَّ من قلبِ تمثالي
ليست هناك تعليقات