[ خلاصة ]
اعوي :
ليست الأشياء كما تبدو.
واهمسُ: الرب لايريد أن يفهم .
ليست الأشياء كما تبدو.
واهمسُ: الرب لايريد أن يفهم .
[كلاكيت]
"سيموت كثيراً "..
سيموت متعثراً بجثته
سيموت ليس حائراً
سيموت في رؤياه
سيموت بترف كالهواجس
سيموت عمودياً وأفقياً
سيموت بالقرب من ضحكة عينيه المنتصبتين.
سيموت كجملة مختصرة.سيموت قبل مطلع النهار وبعد مغيب الشمس بقليل .سيموت قادما .سيموت ناعماً وبقسوة سيموت وهو ينحر الأغنية بينما ينتحر فيه المغني .سيموت كممر .سيموت أولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً وخامساً وسادساً وسابعاً .
سيموت من الخلف ومن الأمام أيضاً
سيموت بعد بكاء أصابعه على مصير العمى في باقة الورد الأخيرة .
سيموت عارياً ..
سيموت معي
سيموت قرب الرائحة
سيموت بلا اسمه
سيموت بالشهقة الحمراء
سيموت في الشمال
سيموت في الجنوب .
سيموت وهو يغوي قصيدة جديدة.سيموت شارداً.سيموت قبل أن ينظف الغبار من حنجرة مواعيده القادمة.سيموت صوب الشبق تماما.سيموت بلاغيمة تحت أجفانه وبلا حنطة في اليد اليسرى. سيموت هنا .سيموت هناك.
سيموت ضاحكاً ..
سيموت كفأس منسي وحزين
سيموت وهو لم يصالح الإطارات بعد
سيموت بلا أسلاف أو أحفاد
سيموت من اجل كل الذي لم يعرفه
سيموت في الأسرار المقشرة
سيموت كدودة قز أحياناً وأحيانا كما سيجارة أو مخلب
[ أحياناً يفرط كل منا بالآخر بوفاء مثير ]
وحش لطيف ..
وحش متراحم
يقودني إلى صفوة القصيدة
يقاسمني ظلي
يقرر بدلاً عني مشتهيات الروح
ليس لي سوى أن أضع تاجاً على رأسه
هل رأيتم وحشاً اكثر رقة في قسوته كهذا ؟
أحياناً يفرط كل منا بالآخر بوفاء مثير
وحش غامض وجريح مثلي
يكون سخيفاً وأكون رائعاً
يكون شهماً وأكون نذلاً
يغني فأشتاق للأزرق البعيد
يخطئ فأبتهج
يحاذرني فألهث إلى إنسانيته
أثرثر لي فيصغي لحيرته الداكنة
يحلم بي فأتنصل
يحاصرني فأفلت
يحتكرني وأتخذه مشاعاً
ومع إننا لا ننام ولا نصحو
أصحو ظهراً وينام عند الظهر
هكذا نثير معاً البلبلة في اليقين
هو الذي شاركني لحظة مولدي وسأشاركه لحظة موته
وحش نقب عني في كل القرى والمدن
وحش مريض بالشغف وآمن للحكمة وللجنون
يتطور داخلي فأتوحش ثم أحاول أن التهمه
لكننا نؤجج سخرية صرامتنا علينا ونضحك حد البكاء
نحن الذين أفراحنا الصغيرة
حتماً لن تستوعبها كل لغات العالم.
[ أسطورة سائغة ]
الغياب يدٌ ثالثة والجنون مرتبٌ ومثالي، لذا بضحكة قاحلة وبإفلاس فاخر وبحلم مستعمل ووحيد، سأستردني مني هذا المساء ، ثم سأعرضني في المزاد العلني لسطوع نعاسك. ليس لأن سيجارتي الأخيرة ستحتوي أغنيتك الهاربة بحقد أبيض وأليف، أو أن قبائل النثرستنسحب جماعياً من الآبار السرية لقلبي المفتوح على آخره، بل لأن جثة الصبح ستحنطنا معاً-بين الشوارع والكتب- كأسطورة سائغة لمظاهرات العدل ومرض العاطفة اليومي .
[ غضب أصيل]
غاضب من أصابعي وجواربي والريق الناشف ومسودة القصيدة والنظام الجمهوري والحصى الملون وأصدقائي العتاق ونظارتي النائمة وفواتير الحب و نقابة المحامين .
[ عميقةٌ وحدتهم، ولهم إطلالةٌ كأنها آخر القطارات]
يتحدّون الأفق ويعاشرهم الضجر لكنهم سعداء بتيههم.
أولئك الذين يتفوقون على أنفسهم بمحض أنفسهم
-مبالغين في تعريف القصيدة بنفسها
ومعتبرين أن الجسد هو المضمون التام للمعرفة –
عميقةٌ وحدتهم ولهم إطلالةٌ كأنها آخر القطارات،
فيا لوجعهم الجميل وهو يتمركز في غصة شرودي ويا لليلهم المتسامي حين يبدو مثل صوفيٍ خليع.
بأحاسيسهم الطفولية تتوحش أحلامهم كما بصعوبةٍ انحدروا من أسئلة موسيقى لم تترك أثراً.
فمن سيؤويهم غير العواء المرجو ؟ومن سيرتب هوسهم غير قداسة الدخان ؟
كلما اكتسبوا نظراتهم من توتر الغيم كان حظهم كبيراً في الأقاصي،
وكلما عشقوا حد الفراغ صاروا شبيهين تماماً بورد الجنائز النابه.
إنهم يبكون بكبرياءٍ الآن لأنهم لا يواظبون على شيءٍ مثل ذلك الفرح السري..
فيما يتوكلون فقط على القصيدة ، أوفياء-بكل نقاوة- لـ ايدولوجيا الشغف.
[ قناص طيب ]
حتى الفحمة عاشقة، حتى الأحجار تغني معي، حتى المجنون بعينين ضاحكتين، لكن المدينة تختبئ منا على نحو فجائي، وحتى الأفق ينظر ناحية توترنا ببرود كأنه قناص طيب .
حتى البياض يطفح بالجثث، حتى الشاعر مطروداً من قصيدته، حتى أطفالنا يضطهدوننا بمحبة، لكن القتلى يقاسمونني شغفي وعوائي والانتظارات، وحتى نحن لانترك فرصة لنحن .
حتى البياض يطفح بالجثث، حتى الشاعر مطروداً من قصيدته، حتى أطفالنا يضطهدوننا بمحبة، لكن القتلى يقاسمونني شغفي وعوائي والانتظارات، وحتى نحن لانترك فرصة لنحن .
[ تخومٌ مهملة تفسر مقترحاتها تحت جلدي]
صيفٌ مهدور في عرق البنات..
أيتامٌ كرنفاليون في قلبي، وجنائز مشعة في ضحكات الشاعر.
لذلك سأقترح عزلة صاخبة للنشوة المنكسرة..
-يا من تريدون الإيقاع بين النسيان والذكرى، وبين الريح وسهوي، وبيني وبين الشجن البسيط-
ولأنني سأطرد من صواب البنات العاقلات
فإنني ــ بأقل من غيم قاحل
وبأكثر من فضيلة معربدة ــ
سأكوم حدقات الموتى الطيبين في مكان ما من قصيدتي هذه
كما سأجلس وحيداً إلا من الظن، ومن الارتعاش الأنيق،
مصمماً على أن التخوم المهملة تفسر مقترحاتها تحت جلدي،
ومنتظراً الصيف القادم كآخر وتر قوس مشدود .
[ رومانسية تحرض على الحرب]
تهذي الجدران / يهذي جيب الشاعر / تهذي السياسات العامة للأفق /يهذي القمر المنكسر كنصف قصيدة / تهذي روزنامة الأحداث والتواريخ/ يهذي الرصيف الذي لم ينقذه احدٌ على الإطلاق .
الله رغبتنا التي تتصدع ، والغياب يشاطرنا الإعجاب بطلل قصائدنا.
شعوبٌ كثيرةٌ لبست عري القصيدة أيتها العولمة،
وخطوات شغوفة قادتنا إلينا، ولم نحصل على أي جواب آمن.
حتماً من هذه الزاوية سيتأكد ظني بالريح ،
الريح التي تتعاون بشكل كامل مع تلاويحنا فقط .
صريرٌ في الماء / جوعٌ ملكيٌ/ غيبوبةٌ منفعلة ٌ/ موسيقى بيضاء للخبث / عكازٌ في الكلام المباغت / رومانسيةٌ تحرض على الحرب / صراخٌ في علبة سجائرنا / امرأةٌ جاحظةٌ في نهايات الحنين/ حزنٌ ماجنٌ جداً هنا وهناك / وهجٌ يتجلط في أعالي قلبي تماماً / أصدقاء يتكومون كما لو في نهاية فيلم مرعب / ضحكاتٌ تتهرأ في ضلوع الشاعر الذي احتفل بفقدان ذاكرته قبل قليل.
[الحرب معقدة كفكاهات كآبتي ]
أنا الآن كأغنية خرساء تملك المساء كله ..
بدون مبررات أمدحني في ذعر الكمائن وغموضها .
في كامل اليأس وفي ذروة الأمل ،
لذلك سأكتب قصائد مشجوجة كتفسيرات روحي عن الأهوال البيضاء،
غير أنني سأصبح على قلق ويقين لأحدثكم عن الحرب .
الحرب معقدة كفكاهات كآبتي
هدية الندم
وما تعنيه اشتعالاتنا التاريخية في الحرية المغرورقة .
فضيلة الانتظار بعيداً عن فكرتي الزمان والمكان، وخطيئة هذا الانتظار أيضاً في عالم لايمكن ان نرانا فيه إلا كجدران سوريالية تتحرك .
رموز تفوقي الصاخب في العواء ومعنى حيرتي الطويلة لكي تبتكرني ضحكتي الانيقة من عبث الحرب .
الحرب : أن أشفق على الحرب
وعلى أصوات الجميع في الحرب
أن أحاذيني أو أن أتشظى في محاذاتي،
أنا الذي في كل حرب
تعودت أن اتواطئ مع الهياجات المخيفة للمحبة وهي تقترفني وتباركني مكللاً وملعوناً بآخر ماتبقى لي من ذكريات ومن نسيانات .
[قداسة الوقت الضائع]
ضجرٌ متجبر
(اليمن) - خاص الرومي