كانوا سيّاحاً ترامى إليهم الكثير من الأقوال عن النهضة العلمية السائدة في البلاد، وزاروا أكبر جامعاتها، فإذا هيّ تتألف من كلّيات متعددة،...

كانوا سيّاحاً حملوا كاميراتهم، وطافوا في الشوارع مفتوحي العيون، فرأوا ما أنساهم استخدام كاميراتهم .. رأوا طيوراً تدبّ على إسفلت الشوارع وتدهسها السيارات، فتطلق صيحات شبيهة بالولاويل ولا تحاول الهرب والطيران.
كانوا سيّاحاً جاعوا، وقصدوا مطعماً ذائع الصيت، وطلبوا أفخر ما اشتملت عليه قائمة الطعام، ولكنّهم غادروا المطعم جياعاً، فقد تعوّدوا أكل لحـم الأحياء، ولم يستسيغوا لحم الموتى.
كانوا سيّاحاً ضجروا في إحدى الليالي، وطلبوا الترفيه والتسلية في أحد المسارح، فبوغتوا فيه بالناس يتبارون في التصفيق الحادّ إعجاباً برجل يستخدم منشاراً وبلطة لتقطيع أجساد رجال ونساء وأطفال.
كانوا سيّاحاً ما إن وطأت أقدامهم أرض هذه البلاد حتّى أحسّوا أنّهم قادرون على الإستغناء عن عيونهم وآذانهم وألسنتهم.
كانوا سيّاحاً أكملوا رحلتهم السيّاحية بنجاح، ورغبوا في الرحيل والعودة إلى بلادهم، فإذا المطارات والموانىء ملغاة، وليـــس لهم سوى البقاء في تلك البلاد الغارقة في الدما
ليست هناك تعليقات