مساء الأمس في حديقتي ببرلين، حيث احتسيت مع هايكه فاغنر نخب الراحلة صباح الخرّاط زوين. وتحدثنا عنها كثيراً، وقالت لي هايكه بأنها تتذكر ص...
مساء الأمس في حديقتي ببرلين، حيث احتسيت مع هايكه فاغنر نخب الراحلة صباح الخرّاط زوين. وتحدثنا عنها كثيراً، وقالت لي هايكه بأنها تتذكر صورتها التي علّق عليها ولدي يونس ذات مرّة ضاحكاً، ولم يكن يعرف بأنّ خلف هذه الصورة يختفي قلب كبير لامرأة أقل ما يقال عنها إنها كانت شاعرة صادقة، كتابةً وسلوكاً. ولاحظت بعدما رأيتُ صورتي بأنني اقربت شبهاً من المغني فريد الأطرش. ولعلّ ذلك حدث بعد زيارتي لضريحة في "مقبرة البساتين" بالقاهرة القديمة قبل نحو أربعة أسابيع. وتذكرت بأننا عندما كنّا صغاراً كنّا نضحك من لقب الأطرش ونقول كيف يمكن أن يختار فنّانٌ قدير عاهةً لقباً له. ثمّ عرفت بعد عقود من السنين بأنّ نخبةً من العوائل السورية تحمل القاباً مشابهة، فهناك "الأحدب" و"الأعور" و"الأعرج". وفكرت أيضاً في أنّ العراقيين يختارون الطعام ألقاباً واسماءً، فهناك "الباججي" و "أبو التمّن" و "أبو طبيخ" و "أبو رغيف" الذين أنجبوا شخصاً بليداً وهو المدير العام في وزارة الثقافة العراقية حالياً "نوفل أبو رغيف". وكنت قد تحدثت ذات مرّة مع المترجم المصري أحمّد حسّان عن الألقاب. فقال لي "ليس هناك أكبر من ألقابنا فلدينا "الجمل "والفيل" و"الديناصور" "فيه عندكم أكبر ده في العراق؟" واكتشفت في شجرة العائلة بأنّ أحد أجدادي كان يلقّب بالحصان. وربّما سأختار لقب وحيد القرن الذي فقد قرنه وبات بلا قرن، وحيد اللاقرن! واليوم سمعت نبأ رحيل ابن مدينتي الفنّان المنفي حمادي الهاشمي في بلجيكا!
عن الفايسبوك
عن الفايسبوك
ليست هناك تعليقات