Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

اخبار عاجلة

latest

سارة النمس: مرأة بلا ساقين

حين اتخذتُ ذلك القرار كنتُ مفلساً أقنعني صديقي أنّ حياتي كلّها قد تتغير إن تزوجت بتلك المقعدة، لأنّها ورثت منذ سنة عن والدها كل ما ...



حين اتخذتُ ذلك القرار كنتُ مفلساً أقنعني صديقي أنّ حياتي كلّها قد تتغير إن تزوجت بتلك المقعدة، لأنّها ورثت منذ سنة عن والدها كل ما جمعه من مال، كانت بلا ساقين تمّ بترهما بعد أن تعرضت لحادث و هي لم تتجاوز العاشرة من عمرها.. لقد كنتُ مستعداً أن أضاجعَ أتاناً مقابل ألاً أدخل السجن، أن أسدد ديوني، و أحظى بسكنٍ و سيارة، أقنعني صديقي أنّ الجميلات مكلفات و مادام لهذه المرأةِ مالٌ و دهليز، إشرب ويسكي مضاعف و أغمض عينيك و ضاجعها حتى تتعوّد..
تقربتُ منها حين طلبتُ أن توظفني في أحدِ محلاتها، في البداية لم أظهر اهتماماً كبيراً، كانت امرأة ذكية و خفيفة الظل لا يشعر الرجل بمرور الوقت و هو يحدّثها لكن يمكنه أن يتصورها أي شيء إلاّ زوجة! في عيد ميلادي التاسع و العشرين أهدتني عقداً ذهبياً تتدلى منه آية الكرسي، كان يعقل أن أبيعه و أوفر مصروف الشراب لكني رفضته لسببٍ واحد أن تطمئن إليّ، أما حجتي كانت أنّها أحرجتني بهديتها الثمينة، هدية رمزية كانت تكفي، فأنا لن أستطيع أن أرد لها هدية كتلك، شعرت أنّها تتعلق بي يوماً بعد يوم، و حين طلبتُ يدها قيل لها إنّه ليس أكثر من طامع، لكنّها كذّبتهم و تزوجتني.
الزواج كان أصعب ممّا تخيلتُه، لعنتُ صديقي ألف مرة حين تعرّت أمامي، شربت حتى الثمالة و ضاجعتها، و أصبحت أتقزز حتى من فكرة النومِ إلى جانبها،كثيراً ما زحفت على الأرض لتعد لي الفطور و الأكل، تغسل ثيابي و تكويها، تنزع الحذاء من قدمي إن عدت ثملاً، و تنقعها في الماء الساخن و تغسلهما إصبعا إصبعا إن عدتُ مرهقاً، منحتني أكثر من المال، رعاية لم أحظ بها حتى من أمّي، لكني كنتُ عاجزاً عن حبها و هذا جعلني أكره نفسي كل يوم أكثر، طلّقتها و كي لا يعذبني ضميري أعدتُ لها كل ما قدمته لي، و رحلتُ هارباً إلى مدينةٍ أخرى، بعد سنتين التقيتُ بها عن طريق المصادفة فبصقت في وجهي حين انحنيتُ لأسلم عليها، قالت بعينين مجروحتين، أنّها بعد الطلاق بيوم فتحت الحاسوب الذي تركتُه و كان البريد الإلكتروني مفتوحاً، قرأت كل المحادثات بيني و بينَ صديقي عنها، انسحبتُ متخاذلاً لم يكن سينفع الإعتذارُ بشيء، بعدها ضاجعتُ كثيراً من الجميلات لكني لم أعرف منهنّ الحب، كلهن كنّ يفرغن جيوبي و يرحلن، بعدها لم أتعلم حتى كيف أحترمُ نفسي.

ليست هناك تعليقات