Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

اخبار عاجلة

latest

"ثلاثة أحصنة" أري دي لوكا// ترجمة: نزار آغري

خاص "الرومي" مقطع من رواية بعنوان "ثلاثة أحصنة" لأري دي لوكا ترجمة نزار آغري تصدر قريباً عن منشورات الجمل في بيرو...

خاص "الرومي"

مقطع من رواية بعنوان "ثلاثة أحصنة" لأري دي لوكا ترجمة نزار آغري تصدر قريباً عن منشورات الجمل في بيروت....



مقدمة...
تشبه الأرجنتين مثلثاً مستقيم الزوايا تؤلف جبال الأنديز فيه الضلع الأكبر والنهر الشمالي الضلع الأصغر فيما تتشكل القاعدة من المحيط الأطلنطي في الشرق.
تمتد الأرجنتين على طول ثلاثة آلاف وسبعمائة كيلومتر وتقع بين درجتي 22 و45 من خطوط العرض في القطب الجنوبي. وهي تشكل، مع التشيلي، القاعدة النهائية الأخيرة لأميركا وتقع على بعد عشر درجات فقط من غراهان، ركن القارة القطبية الجنوبية.
إستقبلت الأرجنتين حتى نهاية عام 1939 ما يقارب سبعة ملايين مهاجر نصفهم تقريباً من الطليان.
من عام 1976 وحتى عام 1982 خضعت الأرجنتين لحكم عسكري دكتاتوري أنهكت جيلاً بأكمله وإختفى ما يقارب أربعين ألف شخص، أكثرهم من الشباب، من دون مقابر تدل عليهم.
سقطت الدكتاتورية في أعقاب الإجتياح الفاشل لجزر الفوكلاند ـ المالفيناس ـ التي تبلغ نصف مساحة صقلية، وتقع على بعد ثلاثمائة كيلومتر من الساحل.
حصل هذا في ربيع عام 1982.
هذا المدى الشاسع من المساحة والحوادث له علاقة بما يحدث لشخصيات هذه الرواية.
* * *


  

أنا أقرأ الكتب المستعملة.
أسندها إلى سلة الخبز وأقلب الصفحات بأحد الأصابع. تبقى الصفحة ثابتة لا تتحرك فأمضي أقرأ وأنا أمضغ الطعام. الكتب الجديدة وقحة ولا تكف صفحاتها عن الحركة. إنها تقاوم الثبات ويتطلب الأمر التحكم بها بغية إخضاعها. أما الكتب المستعملة فإن عظامها هشة فتطوى الصفحات بسهولة من دون أن تحاول النهوض ثانية.
أذهب إلى المطعم وقت الغداء. أجلس إلى الطاولة نفسها كل يوم. أطلب النبيذ والحساء وأنهمك في القراءة. روايات عن البحر، مغامرات عن الجبل. لا آخذ معي أبداً قصصاً عن المدينة لأنني أعيشها من حولي على الدوام.
أرفع عيني لحظة حين يحجب ظل أشعة الشمس التي تنعكس على زجاج الباب فأراهما يدخلان، هي تجر الهواء وراءها وهو في هيئة الرماد.
أعود إلى كتاب البحر. ثمة عاصفة، بقوة ثمانية. البحار الشاب يتناول الطعام بشهية فيما الآخرون يتقيأون، ثم يخرج إلى دكة السفينة ليستمتع برؤية البحر، وحيداً وسعيداُ بالعاصفة.
أرفع نظري عن الكتاب كي أضيف قليلاً من الثوم الطازج إلى الطعام ثم أتجرع رشفة صغيرة من النبيذ الأحمر ذي الطعم اللاسع.
أقلب الصفحات اللينة، وأنا أمضغ ببطء، ثم أرفع نظري عن بياض الكتاب وغطاء الطاولة وألاحق الخط الذي يشكله صف من بلاط الجدار يلف الغرفة كلها ثم  يختفي خلف عينين سوداوين لإمرأة، رسمتا فوق الخط مثل "ميمين" مفصولين عن الخط السفلي. العينان تحدقان في.
أرفع الكأس إلى مستوى الخط وأدعه هكذا برهة قبل أن أشرب. التناسق بين الخط والكأس يزرع ملامح إبتسامة على وجهي. هندسة الأشياء من حولي تخلق مواجهات ولقاءات.

تبتسم المرأة في مواجهتي بينما الرجل أدار ظهره لي. يحاول أن يدير جذعه مبتدأ بالمرفق فيمر به النادل في تلك اللحظة وهو قادم إلي حاملاً الصحن. قبل أن ينهي الرجل نصف إلتفاتته أفلح في إرسال تحية إلى المرأة كما لو كنا نعرف بعضنا بعضاً. ترد المرأة بالمثل فيما يركز الرجل نظره علي. وفي الأثناء أشرب، أضع رأسي في الصحن من جديد، أبلع وأقرأ.

يخلو المطعم من العمال. أبقى هناك لوقت أطول، فليس لدي ما يدفعني إلى الخروج في تلك اللحظة. اليوم خمر وغداً أمر. تنهض المرأة وتتوجه إلى طاولتي، أنيقة، رشيقة.
أركز نظري على أنفها مباشرة حيث يخرج الهواء من منخريها مع كل كلمة تتلفظ بها. لقد غيرت رقم الهاتف، تلفن لي على هذا الرقم. وتترك لي على الطاولة ورقة صغيرة فيها إسم ورقم. أضع يدي على الورقة. إنها نظيفة إلى حد ما. ليست عندي رغبة في أن أقوم بغسل يدي في فرصة منتصف النهار. أنظر إليها وهي تقف قبالتي. أنهض وأرد لها التحية فأقول: يسرني دوماً أن أراك. تضع يدها في يدي. سلم على الأهل. شكراً، سأفعل. كان الرجل وصل إلى الباب ووقف هناك. تستدير وتمضي فأعود للجلوس.
مالذي أفكر به الآن؟
نعم، نعم، شكراً، سأفعل ذلك. جواب ميت. على من سأسلم؟ ليس لي أحد.
ماذا تريد إمرأة بهية من بستاني في الخمسين من عمره يجلس في ركن خفي من المطعم؟ لم يسبق لنا أن إلتقينا. هي في مقتبل العمر وأنا قضيت عشرين سنة في أميركا الجنوبية.
أنا هنا لأنني أعمل في حديقة أحد القصور على قمة المرتفع وأنزل إلى هنا وقت الغداء لكي أستريح وأختلط بالناس، وهي تظهر لأول مرة.
فجأة أصحو من تأملاتي. صاحب المطعم يأتي بزجاجة كي نشربها معاً.
ـ أنت جنتلمان، أقول له. لديك نبيذ ممتاز وفي وسع عامل مثلي أن يتيقن من أنه لن يعاني من وجع في بطنه إذا ما رجع إلى العمل.
ـ أنا أيضاً كنت عاملاً مثلك.
ـ وتعطي الحساء للغرباء مجاناً، وهناك أفارقة يجلسون هناك ويتناولون الأكل الذي جلبوه معهم دون أن يزعجك هذا؟
ـ هذا لايكلفني شيئاً.
أهز رأسي موافقاً.
ـ وأنت؟ أنا أحب الأشخاص الذين يقرأون.
ـ أحب أن أقضي الوقت برفقة الكتب.
يحدق في وجهي، وهذه طريقة جيدة في طرح الأسئلة.
ـ أنا وحيد. لقد قضيت سنوات طويلة في أميركا اللاتينية والآن ها أنا هنا مرة أخرى. أعرف القليل من الناس. أسكن في الحي القديم.
وكإشارة على أنه لم يعد لدي ما أقوله أرفع الكأس: شكراً وبصحتك. منذ شهر وهو يهتم بي هنا. كان لابد من أن أعرفه بنفسي عاجلاً أو آجلاً. ويبدو أنه يكتفي بما سمعه مني. يضرب كأسه بكأسي ونشرب معاً.
نحن متقاربان في العمر، غير أنه أفضل حالاً مني. أول ما أدخل إلى مطعمه أطلب تذوق النبيذ. يناولني مشروباً ثم يأتي بصحن من الزيتون الأسود.
ـ إن لم يعجبك لاتدفع. يقول. أحتفظ بالنبيذ في فمي قليلاً ثم أدفعه نحو حلقي.
ـ تمام.
ونتفق.
آتي إلى هنا كل يوم وهو يناولني ما هو متفق عليه. أول صحن وهذا النبيذ.
ـ لدي نبتة مريمية. زرعتها في وعاء وهي تنشر رائحة الجوز الأخضر. غداً سأحملها معي إلى هنا. أقول.
ـ الطريق طويل من الحي القديم.
ـ نعم. أستيقظ في الساعة الخامسة. ولكن هذا يفرحني.
ثمة تأتي رائحة البحر وتنتشر في الأرجاء. يطقطق البيت أوصاله في تلك الساعة، تبدأ رائحة القهوة تفوح في أرجاء المنزل. ركوة قهوة على النار تكفي لكي تمتلأ الغرفة.
أنتبه إلى البطاقة التي ما زالت في يدي، أضعها بين صفحات الكتاب. ينهض المضيف. حان وقت إنصرافي. يجب أن أهيأ حفرة لشجرة الحور التي ستصل غداً. أعمل عند شخص يزاول إخراج الأفلام الوثائقية. أعرفه منذ ماقبل فترة أميركا. هو إبن خياط من كالابريا جاء من الشمال بحثاً عن عمل. ترك الهدوء وجرى وراء الضوضاء.
 إسكافيون، عمال سكك الحديد، خياطون، حدادون، بائعو ملح، رجال موهوبون وذوو خبرة ومعرفة يتم بيعهم وشراءهم ويضطرون إلى القيام بأربع حركات منهكة.
تعهد إلي بمسؤولية الإعتناء بالحديقة. هو لا يريد زرع الأشجار أو الإعتناء بالحيوانات رغم أن الحديقة تتسع لذلك. لقد كان طالباً مجتهداً وأنا كنت عاملاً، وكنا، كلانا، في تلك الفترة، شيوعيين.وهي كلمة باتت الآن مرمية في مكب نفايات القرن الماضي.
يبدو لي وجهه حنوناً. من بين الكثيرين ممن عركتهم الأيام فإنه مازال يحتفظ بمسحة لطيفة وأنف دقيق مثل مقدمة سفينة. هؤلاء الذين يحملون إشارة مهمة في منتصف وجوههم لابد أنهم طيبون. إسمه ميمو.
يخبرني من تلقاء نفسه عن والده الذي هاجر إلى الشمال وحبس نفسه في مصنع من أجل أن يصنع مستقبلاً لأولاده.
 في كالاباريا هناك الماضي. أشجار الزيتون التي زرعها الأجداد. البيت الحجري الذي بني من أحجار مصقولة قطعت بعناية، ومن دون إسمنت. هناك قوت للعشاء ولكن ليس ثمة مستقبل. كان أكثرنا في تلك الفترة توقف عن الإتصال بمسقط رأسهم. هو لم يفعل ذلك. واظب على زيارة أهله في أيام الأحد. وكان الجميع يتداولون في شؤون المال ويتبادلون النصائح مائدة الطعام في المطبخ.
حتى هذه اللحظة مازلت أتذكره ولداً صامتاً يخفض نظره وأنفه ثابت بزاوية تسعين درجة مع مستوى الأرض في حين يثرثر رفاقه ويتبادلون الدعابات.
أنا أيضاً قادم من الجنوب ويعجبني أولئك الأشخاص الذين يلتزمون الصمت كتعبير عن الرفض. يقولون لا بالصمت. من دون أية إثارة. هاهو بعد عشرين سنة مخرجاً سينمائياً. صدفة. ثمة صدف تلقي بنفسها في أحضان أول عابر سبيل. ولكنها كالعاهرات سرعان ما تتخلى عنه وتمضي مع القادم الجديد. ولكن ثمة صدف أخرى، حكيمة، تختار شخصاً وتشده إليها شيئاً فشيئاً.
الأحياء يلتقون بعد طول فراق. مازال يتذكر أمسيات تورينو حيث كنا نتناول النبيذ والزيتون والسلامي ويعمد صاحب المطعم إلى تسجيل كل شيء على حسابي. في تلك الأوقات لم يكن أحد يريد أن ينام ولم يكن صاحب المطعم يغلق المحل إلا بعد أن ينصرف آخر زبون.
مازال ثمة زبائن آخر الليل ولكن لم يعد هناك أصحاب مطاعم مثل ذاك. وهو يتذكرني. حين أنهيت العمل في الساعة الحادية عشرة ليلاً وإلتقينا هنا في الحال شرعنا في تبادل أطراف الحديث عما فعلناه أثناء النهار وما إذا كنا تعرضنا للأذى في العمل وعما إذا كان الآخرون واجهوا متاعب، سواء في المدرسة أو في الشارع.
كان هناك نشاط جديد في كل يوم. تورينو مدينة الفلاحين الذين ينتفضون ضد بقية أحجار الشطرنج. ولم تكن المحلات تغلق أبوابها. الطبقة العاملة كانت ترفض ذلك. لم يكن ممكناً تمييز الأولين عن الأخيرين، الشباب عن الكهول، الغجر عن المؤدبين. هو يضحك إذ يتذكر: الشيوعية آنذاك كانت تتلخص في قيام الشباب الفقراء بأعمال نموذجية. حدث ذلك آنذاك ولن يحدث ثانية أبداً. إنه الحظ. ليس في القيام بعمل نموذجي وحسب بل في أن تنتمي إلى زمن أكثر رفقاً بالشباب. ولكي أبدل الحديث أسأله: وماذا يتعين على المرء القيام به إذن؟ فيبتسم تحت أنفه الشامخ، ملك الوجه الصغير ويقول: منذ فترة لم أتلق تحيتك. ماذا يفعل الرجل؟ أنا أمارس مهنة يتطلب من المرء أن يجمع حوله كومة من الناس، وأقل غلطة يكون مصيره الطرد.
ـ وما المشكلة في ذلك؟ مالذي يمكن أن يدفعك إلى إرتكاب غلطة؟ أنت تتحدث عن العالم. ليس بمقدورك إذن أن تنسى نفسك. يكفي أن تكون سعيداً من العالم.
ثم يسأل عن حالي فأحكي له عن معاناتي في الأرجنتين دون أن أثقل عليه بالتفاصيل. أذكر له أخطائي في رحلة البحث عن حياة آمنة. يعرض علي عملاً فأقبل من دون تردد.
قبل أن ألقي عليه تحية الوداع أقص عليه واقعة: كنت أعمل في مصنع للبناء وكان ثمة رجل يعمل مساعداً لي، في مثل عمري تقريباً، على مشارف الخمسين. كان كردياً. كان في ما مضى كاتباً. وكان يتكلم الإنكليزية. في المصا
نع هناك أشخاص يثيرون الإنتباه. بعضهم أنهكهم التعب، بعضهم على وشك الرحيل، بعضهم بحارة، ركنوا إلى الساحل للأبد. كان أصيب في إحدى عينيه. كيف سارت الأمور؟ الجواب حركة يد من خلف الرأس. عندنا يعني ذلك أن الماضي راح وإنقضى. لاأعرف ماذ يعني بالكردية. في كافيتيريا المصنع كنت أسأله إن كان يريد القهوة فيقول لا، مع هذا كنت أعطيه من ترمسي. في أحد الأيام أخرج ورقة مكتوبة بالإنكليزية. لقد عمد البوليس في أحد البلدان التي لا أريد ذكر إسمها إلى إعتقاله وإيداعه السجن. هناك عذبوه، سببوا الأذى لعينه. بات يرى الآن بعين واحدة فقط. العيون باللغة الإنكليزية هي آيس. خطأ مطبعي حول الكلمة إلى يس (نعم). بسبب التعذيب تعرضت كلمة نعم للتشويه. الخطأ المطبعي كشف الحقيقة. لقد تشوه كل شيء. نادراً ما كنت أحظى ب "يس" حميمي رداً على تقديم فنجان قهوة أو طلب مساعدة في خلط الإسمنت. لقد ألحق التعذيب من الأذى بكلمة نعم أكثر من الأذى الذي سببه للعيون. هناك أخطاء تنطوي على حقائق.
أكرر له هذه الجملة الأخيرة كي أضع نهاية للحكاية. لكنه يريد الإسترسال في تأملاته ولهذا يروح يسألني عما أحمله في جيبي. كتاب، أقول. أي كتاب؟ كتاب مستعمل، أنا أقرأ الكتب التي سبق أن قرأها غيري. لماذا؟ سأخبرك في مرة أخرى. يمد يده إلى جيب سترتي ولكنه لا يخرج الكتاب بل يتحسسه.
أقرأ الكتب المستعملة لأن الصفحات حين تقلب مرات عديدة وتمسدها أصابع كثيرة تستقر في العيون بشكل أعمق ولأن كل نسخة من الكتاب تملك أرواحاً عديدة. ينبغي للكتب أن تكون متاحة للجميع في أماكن عامة من دون حراسة وأن تذهب برفقة المارين بها. الذين يأخذونها معهم لبعض الوقت. أن تموت حين يموتون من أثر المحن والعذابات والأمراض وأن تغرق تحت الجسر مع المنتحرين أو تحترق في مدفأة في الشتاء أو تتمزق حين يعمد الأطفال إلى صنع قوارب من صفحاتها. بإختصار أن تموت كيفما كان وأينما كان أفضل من أن تموت من الملل والوحدة، متروكة لحياة كئيبة على رفوف مكتبة.
سأخبرك مرة أخرى، أقول له حين نتصافح مودعين بعضنا بعضاً.
وهكذا ها أنذا أقضي النهار في بستان. أعتني بالأشجار والزهور، ألوذ بالصمت طوال الوقت وبين الحين والآخر توقظني ذكرى من الماضي أو أغنية أو غيمة عابرة تزيح الشمس من طريقها وتعطي ظهرها للظل. أدور في الحديقة بحثاً عن مكان أغرس فيه شتلة شجيرة تفاح. أجد فسحة فأغرسها هناك. أهيل التراب عليها، أنظر إلى أغصانها الغضة وهي تحاول أن تحتل مكاناً لها.
الأشجار تحتاج إلى شيئين: الغذاء من تحت التراب والجمال من فوقه. إنها مخلوقات صارمة ولكنها طافحة بالبهاء. الأشياء الجميلة بالنسبة لها هي الهواء والضوء والعصافير والفراشات والنمل والنجوم فتمد أغصانها كي تصل إليها. الجمال هو الذي يدفع النسغ ليصعد في الأشجار إلى الأعلى. لأن الجمال وحده من يقاوم جاذبية الأرض في الطبيعة. لولا الجمال لماتت الرغبة في الأشجار. ولهذا أتوقف أحياناً في البستان وأسأل الشجرة: هل تريدينني أن أغرسك هنا؟ تكفي رجفة في راحة كفي التي تلتف حول جذع الشجرة. مع هذا أريد أن أتكلم مع الشجرة. إنها تجول بنظرها في المحيط من حولها وتحدق في الآفاق لتبحث عن مكان محدد تستقر فيه وتنمو.

ليست هناك تعليقات