Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

اخبار عاجلة

latest

"نُبُوءات" للشاعرة الفلسطينية ريم غنايم

  أَرَى  وَجهي في نَهرٍ يَتَمَاوَج في نهرٍ يتماوج، يطلّ وَجهي. أَراني أسيرُ في مَوكبِ النّار مع السّائرين.. وأحلّ كلماتٍ مت...

 أَرَى وَجهي في نَهرٍ يَتَمَاوَج



في نهرٍ يتماوج،
يطلّ وَجهي.
أَراني أسيرُ في مَوكبِ النّار مع السّائرين..
وأحلّ كلماتٍ متقاطعة..
أعدّلُ من هيئةِ الحَيرة في بياضِ عَيني
 وأقشّر الغَسق على راحَتي.

   


نَشازٌ عَذابٌ يَتَمَلّكُ قَلبِي كَخَفَافيشَ مُتَفَسّخَة..
كَرَدَاءَةِ مَرثِيّة.
خَدَرٌ يُصيبُ مَا تَبَقّى مِن دَمَارٍ في دَمِي
وَرَصَاصٌ حَدَاثيٌّ يشظّي آخِر أسرَاري
أتخطّى بها أكاذيب الهداية
وقَسوةَ النّبوءات.


مع الهزيع الأوّل من الليل
سقطتُ جثّةً
سقطتُ
وتخشّبتُ
في مزابل الشّهوات.
كلامٌ قذر تناهى الى مسامعي.
مرمرٌ وكلامٌ قذر.
وفرحتُ
كم فرحتُ
فرحَ الكلاب السائبة
 لبصقةٍ غمرت وجهي.



صَيفي ثلاثُ يماماتٍ ينتَصِبنَ كثَلاثِ أراملَ يُثرثرن ألمهنّ.
والأرامل فراغُ هذا الوجود ونبيّاتٌ مدّثرات يتحجّبن بالأحمرِ كراعياتِ غنمٍ في الآخرة.
في كتبهنّ براهين وشيخٌ عرصٌ ينتظر.
يحتفلنَ بالبراءَة منَ رَحمٍ.
ويتوعّدنَ
كُفرًا
بعد
ايمان.


  

أعِد صِياغة العَالمِ على مهلٍ:
رتّل عَصرَك على المَسامِع أفقيًا شديدَ العَزم
هب للصّقيع صنانيرَه وشاشاتِهِ.. وحده سيعيد للكَون ثقته
ارصف ضحكاتٍ على جِباهِ موتاكَ
ثم أعِد إلى ربّك صّكّ عبوديتك.
وأَقم أيّها المَسخُ في صيحتِك حتى آخر العمر.


  

تورّمني القصائدُ الوثنية في هذا الليل.. تماثيلَ مصلوبةً في عتماتي..
أنتحي
وأنتحب كماعزٍ جبليّ.
 حصّتي من الثّورة على الله في هذا الليل الوثنيّ كوابيس.. هشيشةٌ خبيثةٌ
لا تَمحو معالمي إلاّ حين أظهر
خطًا
خفيفًا
على حبلٍ من ماء..



   
بَينَ صُخورِ الكركار وردةٌ تُردّد اسمي في يأسٍ
تصفرُ في قلبي وتحمِلني في صِفيرها الى مراجيح الآلهة..
كلّما اقتربتُ منَ الموت.. زفرتُ سوادَ هذا الكَون على بياضه..
سأرتقي سلالم النهر
كتيهٍ يدفئ كنّاس الشوارع.
وحدها الوردة، تحاكي عيون الآلهة
وتردّد اسمي في يأسٍ.
   

لا تتفرّس في وجهي طويلاً
كما لو كنتُ وصيّةً مهجورةً..
بين عينيّ نورٌ لا يسطع.. أتزحلق في تيهه جرعاتِ نَزقٍ
أعانقُ ضجيجَ النّور.. يركضُ في روحي
ويتوغّل فيّ كَرذاذٍ..

  

طللٌ يرتخي ويخاطبني..
أتشظّى
 بلا فجاءاتٍ باسم الصّدى
يرضّني سفرٌ لا زال في طيّات عيني
وبردٌ سخيفٌ يُفقدُني ندبةً في قلبي.



تحوّل في دَمي
وَكُن ملكًا على سويداء الملوك
فسلطانُكَ
دسمٌ ونهبُ حروف مجهولة



  

كَمَن تنفخُ في الرّماد..
ها أنا ذا..
وجهي الكَونيّ تكسوه دماملُ.. تزرع التّيه العَذب قلبي..
عاقِبوني.. بشدّة.. بِقَطع الخيالات عن منامي
لا تغرّنّكم قسماتُ وجهي العابث..
سأعتنقُ
 غيثًا من الرّمل في هذا الصّباح الّذي لا يأتي
كالأسودِ الخائبة..
سأعتنقُ
 الرّمل خيالاً لأفكاري المنحوسة التي لا تأتي
كَنصرٍ يعتنق هزيمة.




(من ديوان يصدر قريبا عن منشورات الجمل في بيروت)










ليست هناك تعليقات