في إحدى القرى التي أعمل معها، وجدت أحد الكتب التي وزعتها على الطالبات في غرفة المديرة وعلى الصفحة الأخيرة إشارة لصفحات 88 و71و7...

في إحدى القرى التي أعمل معها،
وجدت أحد الكتب التي وزعتها على الطالبات في غرفة المديرة وعلى الصفحة الأخيرة
إشارة لصفحات 88 و71و72و84 (الكتاب بالمناسبة هو رسائل الكاتبة أحلام بشارات
وفاطمة الرغيوي" إذا كانت تراودني فهي مجرد أفكار") قالت المعلمة أن أم
إحدى الطالبات جاءت إلى المدرسة واحتجت على هذه الصفحات، طبعا أنا ارتعبت لأنني
بصراحة أشعر أنني أمسك حقيبة قنابل كلما حملت مجموعة كتب من مدرسة لأخرى ووزعتها
على الفتيات، كنت خائفة من قراءة ما تحويه تلك الصفحات التي اعتقدت أنها مليئة
بالقبل أو الشك مثلا، لكن الصفحة 88 كانت تتحدث عن فتاة تسترق الوقت بين الطبيخ
وترتيب البيت لتكتب وتتحدث عن جدتها السعيدة باستقلالها عن حكم الرجل، ورفضت
الزواج مرة أخرى كي لا يتحكم بها زوج. لم أتخيل أن هذه الصفحة ستكون مليئة بالخطوط
والاستهجانات من عائلة الطالبة المسكينة وأتخيل أنني ربما سببت لها بعض المتاعب
رغم أنني لا أندم أبدا على إثارة جدل ما في بيوت القرى الساكتة تلك.....لم أكن
يوما من المدافعات عن حقوق المرأة بصورتها المستفزة ولن أكون، لكنني حزينة وأنا
أودع صديقاتي الفتيات اللواتي كنت أشبههن يوما...وأنا أفكر بالطريق الطويلة التي
ستحفرها الواحدة منهن لتشعر يوما ما بأنها حرة من الداخل، لتشعر بالثقة بالنفس
والأهم ألّا تشعر بالخوف، وكل ما أتمناه أن لا تفقد الواحدة منهن روحها وحيويتها
وطاقتها في طريقها لتلك الأشياء.
.
(*) روائية فلسطينية صدر لها
رواية "لا أحد يعرف زمرة دمه" عن منشورات الآداب.
ليست هناك تعليقات