فاطمة نعيمي... في البصرة

وأنا أقتفي أثر الم لا ئكة على أعتاب هذه المدينة إحساس غامض، أشبه بالخدر، يتمكن مني هذه الأنثى الملتذة بعزلتها مذ اندلقت من السما...

وأنا أقتفي أثر الملائكة على أعتاب هذه المدينة

إحساس غامض، أشبه بالخدر، يتمكن مني

هذه الأنثى الملتذة بعزلتها مذ اندلقت من السماء

رويداً تهمس بإسمي وهي توقظني صباحاً

تصافحني بأصابعها المبللة

وبأشياء لن تسعفني قواميس اللغة على ترجمتها

ﻻ شيء في البصرة يقبل القسمة على سواها

تتلقاك وتدثرك بحميمية أم

وتفجر فيك حنين لشيء.

تعلم جيداً أنك لن تجده بمكان آخر

تتوغل فيك البصرة كلما غرقت في شرودك

وتمد جذورها بتلك اللحظات التي تأخذ فيها غفوة من الحياة وانت تنتشي برذاذ الماء المشاغب لك من البلم

تستشعر البصرة هذا الإرتياب الذي ينتابك وانت تتعلق بجلبابها... فتضمك بقوة أكبر

وعلى ضفاف نبؤة الحلم... والملح

وفتنة الشط

تتهادى ليلاً حكايا الحنين

تلك الممتزجة بشقاوة الريح

وقصائد الغزل

وعناق الاصابع التي قضمها الشوق

وكركرات الصبيات العاشقات كلما اقتطفت منهن قبله

...  ووجه رجل أحبه

سنين... وعلى ناصية الحلم تندلق حكاية تسمى "بصرة"

لطالما اختلج لوقعها القلب

بهذه اللحظات... بالرغم أني بساعاتي الاولى بها

بدأت تتنازعني نشوة بلوغ الحلم..

وغصة المضي عنها قريباً

ألم أقل لكم؟

ﻻ شيء في البصرة يقبل القسمة على سواها!

البحرين