نشرت للتوّ صورةً لنزهة عائلية في أهوار العراق. وقد التقط الصورة البرفسور مانفريد ديتريش Dietrich أستاذ اللهجات الأكدية والبابلية في جامعة...
نشرت للتوّ صورةً لنزهة عائلية في أهوار العراق. وقد التقط الصورة البرفسور مانفريد ديتريش Dietrich أستاذ اللهجات الأكدية والبابلية في جامعة مونستر الألمانية المشهور عالمياً في هذا الاختصاص. وهي تعود إلى عام ١٩٧٩. وتكشف لنا التنوّع العرقي في هذا المنطقة الغنية منذ فجر التاريخ بالتعدد الثقافي والديني، حيث أقام الصابئة واليهود، المرابطون حول ضريح العزير جنوب العمارة، وكان هناك شطّ يسمّى بشطّ اليهود، والمسيحيون والمسلمون، شيعة وسنّة، و"الزنوج"، ونحن لم نقرأ ولم نسمع يوماً بأنّ أحداً من هؤلاء تعرض للاعتداء أو الأذى بسبب ديانته أو معتقده، وهذا هو مصدر فخرنا واعتزازنا بمنطقة الأهوار التي كانت مساحتها آنذاك تضاهي مساحة لبنان، قبل أن يجففها النظام العراقي السابق لأسباب سياسية. وتعيدنا هذه الصورة إلى القرن التاسع الميلادي، حينما اندلعت "ثورة الزنج" بقيادة عليّ بن محمّد الذي أدعى النبوّة وأعلن أنّ الله بعثه ليحرر العبيد من الظلم والبؤس. وكانت أخطر ثورة واجهها النظام العباسيّ في بغداد

********
سفرة عائلية في أهوار العمارة. صورة التقطها أستاذ اللهجات الأكدية والبابلية في جامعة مونستر مانفريد ديتريش Dietrich في عام ١٩٧٩، وكنت قد غادرت العراق قبل ذلك بعام. ودرست زوجتي السابقة اللغات العراقية القديمة وكانت تأمل أن تعود معي إلى العراق لتعمل في مجال البحث العلمي والتنقيب عن الآثار الذي اشتهرت به جامعة مونستر عالمياً. لكن سقوط النظام العراقي لم يخلّف لنا سوى الدمار والقتل والإرهاب والفساد. فجاء الطلاق، بمعنى : لك بابا دروح، خبصتنا بعراقك السخيف الوصخ، كل يوم يا عراق، يا عراق، عبالك ماكو بلد آخر بالعالم. هكذا كان لسان حال زوجتي قبل الانفصال. وقبل الحرب على العراق التي شنتها الولايات المتحدة وإثنتان وثلاثون دولة أخرى ومنها دول عربية، فحطمت ما بقي قائماً، عرض الاستاذ ديتريش صوراً، سلايد، على جدار معهد الدراسات الشرقية، وكانت معظم الصور عن بابل وأهوار العراق. وكان ذلك حدثاً بالنسبة لي، لأنّ هذه الصورة كانت نادرة فعلاً آنذاك. فسألته أن كان يسمح لي باستنساخها. فقال إنها صور بلدك، وأنت أحقّ بها من غيرك. فاخترت منها خمسين صورة وهذه واحدة منها.
فايسبوك

********
سفرة عائلية في أهوار العمارة. صورة التقطها أستاذ اللهجات الأكدية والبابلية في جامعة مونستر مانفريد ديتريش Dietrich في عام ١٩٧٩، وكنت قد غادرت العراق قبل ذلك بعام. ودرست زوجتي السابقة اللغات العراقية القديمة وكانت تأمل أن تعود معي إلى العراق لتعمل في مجال البحث العلمي والتنقيب عن الآثار الذي اشتهرت به جامعة مونستر عالمياً. لكن سقوط النظام العراقي لم يخلّف لنا سوى الدمار والقتل والإرهاب والفساد. فجاء الطلاق، بمعنى : لك بابا دروح، خبصتنا بعراقك السخيف الوصخ، كل يوم يا عراق، يا عراق، عبالك ماكو بلد آخر بالعالم. هكذا كان لسان حال زوجتي قبل الانفصال. وقبل الحرب على العراق التي شنتها الولايات المتحدة وإثنتان وثلاثون دولة أخرى ومنها دول عربية، فحطمت ما بقي قائماً، عرض الاستاذ ديتريش صوراً، سلايد، على جدار معهد الدراسات الشرقية، وكانت معظم الصور عن بابل وأهوار العراق. وكان ذلك حدثاً بالنسبة لي، لأنّ هذه الصورة كانت نادرة فعلاً آنذاك. فسألته أن كان يسمح لي باستنساخها. فقال إنها صور بلدك، وأنت أحقّ بها من غيرك. فاخترت منها خمسين صورة وهذه واحدة منها.
فايسبوك
ليست هناك تعليقات