1 - لمعت في رأس هادي القازان فكرة رائعة، وكانت رائعة فعلا، ولشدة روعتها لم يتوان عن إخبار أخته الصغرى بها، وهذه أخبرت الجيران بفكر...
1
- لمعت
في رأس هادي القازان فكرة رائعة، وكانت رائعة فعلا، ولشدة روعتها لم يتوان عن
إخبار أخته الصغرى بها، وهذه أخبرت الجيران بفكرة أخيها الرائعة، والجيران لشدة
إعجابهم بالفكرة أرسلوها برسالة سريعة الى إبنهم المهاجر في أميركا، وذاك لم يتأخر
عن نشرها في صحيفة محلية هناك، ثم استعارتها صحف أخرى ونشرتها. ودارت الفكرة حول
العالم، وتوقف الجنود عن إطلاق النار قدر ما أدهشتهم.
كان هادي القازان قد فسّر شكل
علامة الإستفهام، بل وشرح الهدف من النقطة في أسفلها.
2 - هجم
واصف الرواق على مخزن الأغذية الحكومي حاملا كيسا من القماش. في العجلة سرق علبتا
طون وعلبة سردين وعلبة فول وكيس من الأرز، وربطة معكرونة وكيسا من الطحين، وكمشة
من العدس وليترا من الزيت، وتفاحة.
حين همّ بالخروج أوقفه الحراس
وفتشوا في الكيس. وضحكوا وضحكوا وضحكوا.
3- كتب
هادي الرحيل شعار "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" على أوراق كثيرة، وراح
يوزعها في ساحة القرية. هناك إلتقاه عديم المجنون وسأله:" وبماذا أيضا؟".
4- لم
يفت أحد منهم أن ما ارتكبوه في البلدة كان مقتلة حقيقية بشعة ومقززة وتشيب لها
الرؤوس. كانوا في طريقهم الى البلدة التالية حزينون فعلا، وفؤوسهم تنزّ دما.
5- إنتابت
حسن القهار أوجاع في الظهر وفي الركبتين وفي مفاصل أصابع يديه. لا يخاف حسن من
الأوجاع فقد تعّود عليها منذ طفولته حين كان يعمل في مقلع الرخام، لكن أكثر ما
يغيظه أن تلك الأجواع تصيبه في مفاصله التي بها يحمل زوجته ويقبّلها ويدور بها في
أرجاء المنزل، قبل أن يرميها على السرير ويغتصبها.
6- ألف
حسن الرحّال رواية عن حياته في المزرعة، سماها "حياتي في المزرعة"،
تضمنت الرواية فصلا عن كيفية تبادل الحمير الحديث مع بعضها البعض، وفصلا عن فضائل
الدجاج وأهميته لحياة المزرعة التي لا تصح بلا دجاج، ناقر الروث وآكل الديدان. وفي
الرواية فصل عن طيور الدوري التي يصفها حسن بأنها عصابة زعران تستولي على القمح
وتنقر الثمار ولا تأكلها عن أكملها، وبات حين ينظر الى الفزاعة يشعر بأنها تضحك
عليه.
وفي رواية "حياتي في
المزرعة" فصل عن المياه وأنواعها وكيفية سيلانها ولونها والفرق بين تلك
المكشوفة للهواء والشمس وتلك المغطاة، والفرق بين المسحوبة من البئر وتلك القادمة
من أعالي الجبال، وأبدى حسن إمتعاضا من كون الماء سيّالا ولا يمكن أخذه مطولا في
اليد، ثم أنهى كتابه بالفصل الذي يتحدث عن حبه للطبيعة وكونه يشعر فعلا بأنه من
التراب، والى التراب يعود.
7- قشط
جيراردو الجلد عن لحم البقرة التي يسلخها. ما عاد يكترث لرائحة الدم، ولا يخطىء في
الخطوات التي يجب أن يتبعها. أولا ذبح العنق، الإنتظار قليلا ريثما يصفى الدم. فصل
الرأس عن الجسد، تمرير السكين من الرقبة حتى أسفل البطن، ليهوي الكرش على الأرض. ثم
البدء بتقشير الجلد بسكين قصير ومسنن. في أثناء كل هذا يكون جيراردو يستمع الى "مونلايت
سوناتا" التي صنعها بيتهوفن، وفي مواجهته لوحة مزيفة لرجل وإمرأة يأخذان
قيلولة فوق كومة قمح، التي صنعها فان غوغ.
8- أعرب
المختار توفيق العين عن تقديره لكل في يجري في ساحة القرية من نقاشات سياسية
وثقافية، وأبدى إعجابه بالوجوديين من أبناء البلدة، وتحديدا اولئك الذين يطيلون
لحاهم، لأنها تبديهم رجالا بالفعل.
9- عن
كل ما كتبه أفلاطون وأرسطو وسقراط وأبقراط، قرر يوسف المعلم أن يكتب ردا. وبرأيه
أن هؤلاء الأربعة تحديدا رؤوا الحياة من منظار الإنسان المتطور من قرد للتو. وبأنهم
في سعيهم الى تنبيه البشر أخذوهم الى نوع مختلف من النوم، وهذا ما جعل البشر لا
يتحاورون الا بواسطة الحروب. وفي رأيه أن الأنبياء السماويين الذين أخذوا عن هؤلاء
الأربعة لم يفعلوا سوى تأجيج تلك الحروب.
لذا اقتضى الرد.
10 - دفع
ربان الغيث زوجته عن الدرج وكانت حبلى. فماتت ومات الجنين في بطنها. سأله والده عن
سبب دفعها، فأجابه بأنها قالت أن شاربيه تبديه أقوى مما هو عليه. سأله:"وهل
كان هذا يستحق رميها عن الدرج؟".
أجاب:"ربما".
11- قال
رفيق اليانع أنه لم ير في حياته أجمل من مشهد غروب الشمس في البحر، فأجابه الدحداح
بأن شروق الشمس من خلف أشجار الحور بعد أجمل. ففاجأهم لبيب الهدف الصامت دوما
بالقول أن مشهد نمو الملفوفة أجمل من كل ذلك. ورشف رشفة من قهوته ناظرا نحو
الحديقة.
12- تؤمن
لبنى قمر الدين في أن للمرأة حقوقها التي يجب أن تنالها. وهي ناشطة جدا في هذا
المجال. ويشاع في اوساط النسوة، أن لبنى تحب النساء وتنام معهن. وقيل أيضا أنها
تدافع عن حقوق النساء لأنها تربت لدى خادمة.
13- تزوج
حدبة الظهر بالمعزاة لقناعة عنده أن بإمكان الرجل أن يتزوج أي أنثى من الكائنات
الحية وليس بالضرورة المرأة التي هي أبعدهن عنه. وقد إختار المعزاة لحزن غريب
يكتنف عينيها، ولأنها مطيعة ومعطاءة تدرّ حليبا لذيذا ومغذيا. وهي دافئة في البرد
وباردة في الحرّ، ولا تشكو ورشيقة، وتختار من الأعشاب طربونتها.
قصص قصيرة لهواة النوع سواء
كائنات ليلية كانوا ام نهارية.
ليست هناك تعليقات