يحلو للكثيرين التأكيد على أن انتخابات الرئاسة في 23 أيلول/سبتمبر 1970، والتي فاز فيها سليمان فرنجية (بفارق صوت واحد) ، كانت الوحيدة الت...
يحلو للكثيرين التأكيد على أن انتخابات الرئاسة في 23 أيلول/سبتمبر 1970،
والتي فاز فيها سليمان فرنجية (بفارق صوت واحد) ، كانت الوحيدة التي جرت
من دون أي تدخل خارجي. لكن الإستحقاق
الرئاسي عام 70 جاء تتويجاً لجملة تحولات إقليمية وداخلية أبرزها: إنتخابات
68 النيابية التي أحرز فيها الحلف الثلاثي (بين أقطاب الموارنة: بيار
الجميل وكميل شمعون وريمون إده) تفوّقاً كبيراً مستفيداً من نكسة 5 حزيران
67 ، التي أضعفت التدخل المصري الداعم للشهابيين وللمسلمين عموماً؛
العدوان الاسرائيلي الكبير على مطار بيروت الدولي (28 ديسمبر 1968) الذي
كان بداية دخول البلاد في سلسلة أزمات عنيفة حول الموقف من العمل الفدائي
في لبنان وهي أزمات توجها اتفاق القاهرة الذي كان نقطة تحول كبرى في الوضع
اللبناني (من حيث تصاعد الالتفاف المسيحي حول الحلف الثلاثي الجديد) كما
العربي (من خلال تعاظم قوة وقدرات الثورة الفلسطينية انطلاقاً من جنوب
لبنان).. وقائد الجيش اللبناني يومها كان ذا طموح رئاسي، ما جعله يحظى بدعم
مصري وسهّل قبوله لـ«اتفاق القاهرة» الذي أزعج أميركا وجعلها تدعم فرنجيه
ضد الشهابيين في انتخابات 1970. ناهيك عن عدم ثقة أميركا بمخابرات الجيش
(المكتب الثاني يومها) المخترقة من مصر وسورية.
وبالتالي فقد كان الحلف الثلاثي ناخباً كبيراً في الإستحقاق الرئاسي محمولاً على وضع إقليمي جديد.. ولكنه لم يستطع تأمين أغلبية لأحد أعضائه فجاءت التسويات والتدخّلات (وخصوصاً الروسية منها) في ما سمي بـ"صدفة الصوت الواحد" الذي تبين أنه كان صوتاً جنبلاطياً .
كانت المخابرات السوفياتية قد عملت على استدراج أحد الضباط اللبنانيين الطيار محمود مطر لخطف طائرة «ميراج» فرنسية الصنع لحسابها، لكنه أفشى السر لقيادة الجيش، مما تسبب بأزمة دبلوماسية، وتأجيج الحرب الباردة في لبنان. وبتدخل سوفياتي فإن النائب كمال جنبلاط لم يجيّر أصوات كتلته النيابية (جبهة النضال الوطني) الى المرشح الشهابي الياس سركيس، بل وزّعها بينه وبين فرنجية مناصفة. غير أن أحد نواب كتلته خرج على التوزيع وصوّت لمصلحة سليمان فرنجية (قيل يومها إنه النائب محمد دعاس زعيتر). وقد لعب المال لعب دوره في هذه الانتخابات حيث كان فريق فرنجيه-الأسعد-صائب سلام يوزع المال كما الوعود بالتوزير.. ناهيك عن الإشارة إلى أن سليمان فرنجيه كان صديقاً حميماً للرئيس حافظ الأسد.
وكان إنتخاب الرئيس فرنجية بمثابة نهاية للحلف الثلاثي وللشهابية في آن معاً وقد تلته متغيرات جذرية في المنطقة تمثّلت بأحداث أيلول الأسود في الأردن وخروج منظمة التحرير بعدها إلى لبنان، ووفاة الرئيس عبد الناصر يوم 28 أيلول بسبب الانهاك وانشغاله بأحداث الأردن والقمة العربية وممحاولات وقف القتال ، ثم الحركة التصحيحية في سورية وتولي الرئيس حافظ الأسد الحكم في سورية.. ولا بد من القول هنا بأنه في مرحلة 1970-1976 كانت ولاية الرئيس فرنجية شديدة الإضطراب وشهدت أحداثاً اجتماعية كبيرة من اضرابات وتظاهرات عمالية وطلابية... كما أنها شكلت خميرة انضاج الحرب الأهلية عبر سلسلة من الصدامات العسكرية والشعبية بين مؤيدي ومعارضي العمل الفلسطيني المسلح وصلت ذروتها في أحداث أيار/مايو 1973 بين الجيش اللبناني والفدائيين الفلسطينيين، وانتهت في ما عُرف بحرب السنتين 1975- 1976>
عن الفايسبوك
وبالتالي فقد كان الحلف الثلاثي ناخباً كبيراً في الإستحقاق الرئاسي محمولاً على وضع إقليمي جديد.. ولكنه لم يستطع تأمين أغلبية لأحد أعضائه فجاءت التسويات والتدخّلات (وخصوصاً الروسية منها) في ما سمي بـ"صدفة الصوت الواحد" الذي تبين أنه كان صوتاً جنبلاطياً .
كانت المخابرات السوفياتية قد عملت على استدراج أحد الضباط اللبنانيين الطيار محمود مطر لخطف طائرة «ميراج» فرنسية الصنع لحسابها، لكنه أفشى السر لقيادة الجيش، مما تسبب بأزمة دبلوماسية، وتأجيج الحرب الباردة في لبنان. وبتدخل سوفياتي فإن النائب كمال جنبلاط لم يجيّر أصوات كتلته النيابية (جبهة النضال الوطني) الى المرشح الشهابي الياس سركيس، بل وزّعها بينه وبين فرنجية مناصفة. غير أن أحد نواب كتلته خرج على التوزيع وصوّت لمصلحة سليمان فرنجية (قيل يومها إنه النائب محمد دعاس زعيتر). وقد لعب المال لعب دوره في هذه الانتخابات حيث كان فريق فرنجيه-الأسعد-صائب سلام يوزع المال كما الوعود بالتوزير.. ناهيك عن الإشارة إلى أن سليمان فرنجيه كان صديقاً حميماً للرئيس حافظ الأسد.
وكان إنتخاب الرئيس فرنجية بمثابة نهاية للحلف الثلاثي وللشهابية في آن معاً وقد تلته متغيرات جذرية في المنطقة تمثّلت بأحداث أيلول الأسود في الأردن وخروج منظمة التحرير بعدها إلى لبنان، ووفاة الرئيس عبد الناصر يوم 28 أيلول بسبب الانهاك وانشغاله بأحداث الأردن والقمة العربية وممحاولات وقف القتال ، ثم الحركة التصحيحية في سورية وتولي الرئيس حافظ الأسد الحكم في سورية.. ولا بد من القول هنا بأنه في مرحلة 1970-1976 كانت ولاية الرئيس فرنجية شديدة الإضطراب وشهدت أحداثاً اجتماعية كبيرة من اضرابات وتظاهرات عمالية وطلابية... كما أنها شكلت خميرة انضاج الحرب الأهلية عبر سلسلة من الصدامات العسكرية والشعبية بين مؤيدي ومعارضي العمل الفلسطيني المسلح وصلت ذروتها في أحداث أيار/مايو 1973 بين الجيش اللبناني والفدائيين الفلسطينيين، وانتهت في ما عُرف بحرب السنتين 1975- 1976>
عن الفايسبوك
ليست هناك تعليقات