تصدر قريباً مجموعة جديدة للشاعر العراقي عبد العظيم فنجان بعنوان "كيف تفوز بوردة؟! عن منشورات الجمل. من المجموعة: عاد الجنديُّ الذي ...
تصدر قريباً مجموعة جديدة للشاعر العراقي عبد العظيم فنجان بعنوان "كيف تفوز بوردة؟! عن منشورات الجمل.
من المجموعة:
عاد الجنديُّ الذي قُتلَ في جميع الحروب إلى قريته الصغيرة، ولم يعبأ بالحوريات اللواتي ينتظرن ، أو بالصبايا : يلوّحن له من على السطوح ، ومن خلف النوافذ .
الأبوابُ المفتوحة ُأمامه فتحتْ جرحا غامضا في داخله ، لكنه لم يحرّك ساكنا، ومضى في طريقه غير عابئ بالرايات أو بالأهازيج التي حاصرته من كل جانب .
لم يتوقف ليندهشَ بالمصاطب أو بالحدائق أو بالجسور ، لم يشربْ من أنهار الخمر أو اللبن ، ولم يدخل قصرَهُ المشيّد من أحجار اللؤلؤ .
كان ينظرُ إلى كلّ شيء بعينين يائستين : يهزُّ رأسه ، وهو يطوفُ الأزقة كالسائر في نومه ، حتى دخل بيته أخيرا ، ولمّا لم يجد أحدا ، اكتفى بأنْ يدخلَ إلى الحديقة، ولبث مترددا طويلا عندما فكّر في أنْ يقطفَ وردة من الشجرة التي غرسَها بصحبةِ حبيبتهِ مرة ، لأنّ الجرحَ الذي في داخلِهِ، الجرح الغامض ، بدأ ينزفُ ألما لم تسببه له ، من قبل ، أية قنبلة أو قذيفة مدفع ، أية طعنةٍ من الخلف أو رصاصة ، فأسند ظهرَهُ إلى السياج: أشعل سيجارة، ونظرَ إلى فوق ، حيث الدخانُ يشكّل دوائر عصية على الفهم ، ترتفع بهدوء فوق رأسه ، ثم تختفي شيئا فشيئا .
قبل أنْ يحزمَ حقيبته ، ويعودَ ثانية من حيثُ جاء ، انخرطَ ، فجأةً ، بالبكاء .
من المجموعة:
عاد الجنديُّ الذي قُتلَ في جميع الحروب إلى قريته الصغيرة، ولم يعبأ بالحوريات اللواتي ينتظرن ، أو بالصبايا : يلوّحن له من على السطوح ، ومن خلف النوافذ .
الأبوابُ المفتوحة ُأمامه فتحتْ جرحا غامضا في داخله ، لكنه لم يحرّك ساكنا، ومضى في طريقه غير عابئ بالرايات أو بالأهازيج التي حاصرته من كل جانب .
لم يتوقف ليندهشَ بالمصاطب أو بالحدائق أو بالجسور ، لم يشربْ من أنهار الخمر أو اللبن ، ولم يدخل قصرَهُ المشيّد من أحجار اللؤلؤ .
كان ينظرُ إلى كلّ شيء بعينين يائستين : يهزُّ رأسه ، وهو يطوفُ الأزقة كالسائر في نومه ، حتى دخل بيته أخيرا ، ولمّا لم يجد أحدا ، اكتفى بأنْ يدخلَ إلى الحديقة، ولبث مترددا طويلا عندما فكّر في أنْ يقطفَ وردة من الشجرة التي غرسَها بصحبةِ حبيبتهِ مرة ، لأنّ الجرحَ الذي في داخلِهِ، الجرح الغامض ، بدأ ينزفُ ألما لم تسببه له ، من قبل ، أية قنبلة أو قذيفة مدفع ، أية طعنةٍ من الخلف أو رصاصة ، فأسند ظهرَهُ إلى السياج: أشعل سيجارة، ونظرَ إلى فوق ، حيث الدخانُ يشكّل دوائر عصية على الفهم ، ترتفع بهدوء فوق رأسه ، ثم تختفي شيئا فشيئا .
قبل أنْ يحزمَ حقيبته ، ويعودَ ثانية من حيثُ جاء ، انخرطَ ، فجأةً ، بالبكاء .
ليست هناك تعليقات