ما يجمعنا؟ رشفة دم، جثة وأكثر، صرخة شهقة، جرح، لربما مدينة، ثلاثة، خمسة وأكثر. اتسأل بعد ما يجمعنا؟ العجز عجزك عجزي وبيت لم يعد بيت....
ما يجمعنا؟ رشفة دم، جثة وأكثر،
صرخة شهقة، جرح، لربما مدينة، ثلاثة، خمسة وأكثر. اتسأل بعد ما يجمعنا؟ العجز عجزك
عجزي وبيت لم يعد بيت. وعجوز تقبع في زاوية الشارع يتسرب من كفيها عرق بطعم شراب
الفرولة اشتهته شفاهنا يوما، وعصا في وسط الساحة تشردت اليد التي فارقتها، ولعبة
مرمية تحت شجرة لوز حفرت الصدفة عليها أسماءنا. أتسأل ما يجمعنا؟ تنهيدة
و"أخ" كلما تسللت علينا رغبة كبتناها في ليلة ذعر وقصف داخل أجسادنا.
أتسأل ما يجمعنا؟ جسدان لم يلتقيا، أنفاس تلاشت سدى في امسيات مغرية، كفان لم
يتذوقا طعم الحريق، يوم سقط بؤبؤ عينك على كتفي حينها وخلق شامة. أخبرتك أنني جثة
تتمايل، تغري، ترقص في الخفاء، وأن صوتي جرح على خد طفل من درعا، وندبة على خاصرة
صبية من يافا، ورجفة من أنفاس امراة من حلب وان قلبي منفضة لسجائر أربعيني قتلته غجرية
لم تات، مات قبل أن تكتمل، وأن كاحلي حي بعيد لكنه هادىء وأليف، وان عنقي شارعا
بيروتيا ينتظر الهلع، فاقترب. أخبرتك أنني مدينة على طريق الاختفاء، وأنني شرفة
كانت ملاذا لجلسات الأحبة، وأصبحت مكانا لطلقات أسلحة الثوار، فاقترب! سألتك أن
تلملم ملامحي، أن ترتبهم، لقد جرفهم النهر قبل ان تقترب… أنظر! وجهي ممزق الآن ولم
تقترب. إسأل بعد، إسأل لأخبرك أن ما يجمعنا وحش يخطط لموتنا المحتم، وذئب يشتهي
لحمنا الطري. تعالى… إمسك بيدي هيا بنا نصعد على فوهة البركان، علنا نلمس الله
ونحترق. أتخف؟ حسنا، فلننزل إذا حيث المقابر، تلك المقبرة، حدق بها كم هي وحيدة
وبائسة، فلنرقص أمامها، رقصة تمنحها الحياة وتفرقنا. ها هي القطة السوداء اتت.
الغراب قد جاء. الليل قد حل. نقيق الضفدع… أتسمعه؟ يعاتبك، يدعوك ألي كي نفترق.
هيا لم يعد هناك مبرر للخوف، خذ بيدي ولنرقص امام المقبرة. ها هم الجيوش جاوؤا،
انا ساصبح رهينة وانت في زنزانة. هيا التصق بي قليلا، الغارة الآن، هيا، سنغدو
أشلاء، أرغب بشهقة، هيا، تحرر بي كي نفترق.
صحافية لبنانية
ليست هناك تعليقات