شاهدت البارحة فيلم بعنوان: "سارقة الكتب". وهو فيلم يحكي عن الاضطهاد الذي تعرّض له اليهود والشيوعيون في مرحلة الحقبة النازية، و...
شاهدت البارحة فيلم
بعنوان: "سارقة الكتب". وهو فيلم يحكي عن الاضطهاد الذي تعرّض له اليهود
والشيوعيون في مرحلة الحقبة النازية، ويصور القمع والاعتقالات المكثفة والتطهير العرقي
بحقهم، كما يصوّر كيفية حرق الكتب، وتفرّغ تلك الطفلة إلى عملية سرق الكتب من أجل القراءة،
وكيف أن بعض الألمان حاولوا مواجهة هذه الحملات من منطلق انساني، وأن ما يجب أن يطال
هذا الشخص هو نفسه ما يجب ان يطال ذاك، أي أن يتم التعامل بالتساوي مع هذا أو ذاك وفق
ما قام به كفرد، وليس وفق الهوية العرقية أو الطائفية أو الاثنية أو حتى السياسية.
طبعاً، إن معيار الانتماء السياسي يصبح في هذه الحالة معياراً مطاطاً، واستطاعت النازية
استخدامه من اجل أمر من هنا أو من هناك، وتصفية من هنا أو من هناك.
هذا الفيلم لا يحاول
إلا أن يؤجج مشاعر التعاطف مع اليهود، ومع الشيوعيين، وليس التعاطف مع الحركة النازية،
وهذا أمر شبه مؤكد، إذ طبعاً نتعاطف مع اليهود ومع الشيوعيين في وجه آلة القتل المنظمة،
آلة القتل الفاشية - النازية - العرقية. إلا أن تكرار هذه الحالة تقريباً في معظم الأفلام،
ومحاولة التركيز على ما عاناه اليهود في تلك المرحلة، يؤدي إلى مكان معاكس تماماً،
يؤدي إلى القول: طيب فهمنا هالخبرية، خلصنا بقى!
اليهود عانوا من
البطش والارهاب التاريخيين ما يكفي، هذا أمر مؤكد، لكن ما يتناساه البعض هو أن المضطهدين
أكثر من مجرد جماعة طائفية أو مذهبية محددة، ما يتناساه البعض أن الاضطهاد مارسه الجميع
بحق الجميع، وأن المجازر والتطهير العرقي حصل في التاريخ بكثير من الأشكال وبحق الجميع،
لاسيما الذي مارسته الحركة الصهيونية ذاتها. لذلك نقول: لا للعنصرية ولا للعنصرية المضادة،
لا للفاشية ولا للنازية ولا للفاشية والنازية المضادة، العديد من اليهود اضطهدوا لمجرد
أنهم يهود، لكن هذا لا يعني أن جميع أفراد اليهود مضطهدين، فالاضطهاد أشمل من اليهود
واليهود أكبر من مجموعة تمت مصادرة حقوقها أو تمت معاملتها بغير حق.
عن الفايسبوك
ليست هناك تعليقات