من الآخر: لا أتوقع أن أكون ناشطاً فيسبوكياً . فهذه "الشغلة" – أعني صفحة الفيسبوك – التي وجدت نفسي فيها، ما كان بإمكاني...
فهذه "الشغلة"
– أعني صفحة الفيسبوك – التي وجدت نفسي فيها، ما كان بإمكاني تلافيها.
كيف؟ قبل أيام قلائل،
رنَّ جرس الهاتف الأرضي في منزلي (بالمناسبة، ما زلت عصياً على الخليوي)، فجاءني صوت
جاري و صديقي العزيز: هل تستقبلني يا بو علي الآن؟ - أهلاً و سهلاً! ... قدَّرت أنه
يحمل إليًّ، على عادته، أخباروالده في عيثرون: صديق العمر و رفيق المرارات الرائعة،
أبو جبران، الذي باعدت بيننا مسافة الإقامة الدائمة، و ليس الخيارات ذات ال...معنى
في الحياة، تلك المسافة، التافهة بمقاييس عصرنا، فاقمها كسلي الموصوف على صعيد التواصل،
أكان بالزيارة أوبالمهاتفة، حتى صارهذا الكسل الموصوف "تعريصةً" موصوفة!
أما الذي كان يكسر تلك المسافة فهو جاري و صديقي محمد، إبن أبي جبران، بواقع برّه لوالده.
فهو – رغم "لوثةٍ" شيوعية انتقلت إليه بالجينات الوراثية – إنما يعمل بموجب
الآية الإسلامية " وبالوالدين إحساناً "، أو ربما بموجب فيلم قديم لفريد
شوقي بهذا العنوان، فيزور والده كل أسبوع ليقف على أحواله و يَحدب عليه ( مع أن صاحبنا
أبو جبران ما زال، وفي هذه السنّ، يحدب على قبيلة بعفشها و طفشها)، ثم يأتيني بأخباره،
حتى صارت تحيتي له، عندما نلتقي في مدخل بنايتينا المشترك: " شو أخبار صاحبنا؟ ".
المهمّ أنني كنت
في هذا " الجوّ " لما توجهت الى الباب لأستقبل الزائر المنتظر... فتحت الباب،
فإذا بمحمد حاملاً " لاب تُوبَه " مفتوحاً، بكلتا يديه، كما تحمل ربَّة البيت
صينية القهوة أو الشاي الى الضيوف... و دخل قائلاً: " هذه صفحتك الخاصة على الفايسبوك،
و هذا هو اللوح الالكتروني الذي سوف تستخدمه! "... و لا أدري كيف دلف إلى الداخل،
و استفرَّ على كنبة، وتابع موضحاً الموقف: "هذه رغبة، بل إرادة، بو جبران و حسن
بو مصطفى و حسن بو بلال، و أنا... "، و عدَّ آخرين ممن إذا قالوا فعلت. ثم إنه
أفهمني ما مفادُه أن الشباب – بعدما انتظموا في سلك الفايسبوك الشريف – تذاكروا في
شأني، و قرروا هذا الأمر غير القابل للإعتراض و الإستئناف!
هكذا أُخذتُ على
حين غرَّة، من دون "إحم" ولا " دَستور": فتحت الباب، فإذا أنا
" مواطن " فايسبوكي، على نحوما صعد محمد العبد الله إلى السطح ذات يوم من
العام 1975 " فإذا هي حربٌ أهلية! ".
أنا مربكٌ الآن،
مثل ذاك " الخليفة " الذي دسَّ حسن العبد الله لغماً تحت استِه! و أنا
" مش عارف شو السيرة "، على قول شوقي بزيع لما نظر إلى صورة قديمة للسيد
هاني في جبشيت. و أنا أتأمل الآن أول تحية بعثها إليَّ الصديق محمد الضيقة فايسبوكياً:
" نوَّرت يا محمد حسين في هذا العالم الغريب العجيب... ما بعرف إذا حَ تكمّل فيه! ".
هذا نصف عرض الحال.
أما النصف الثاني، وهو الأهمّ، فيتعلّق بأسباب إعراضي عن الفايسبوك و أخواته و بنات
عمومته من مواقع التواصل الإجتماعي... وقد يكون للحديث تتمّة، طالما أن السّبت قد فات
في طيز اليهودي.
أقول قولي هذا، و
أستغفرالله لي و لكم!
عن الفايسبوك
ليست هناك تعليقات